شؤون لبنانية

“السفير” تكشف: من هم أمراء “داعش” في القلمون.. ولبنان؟

 61

كشفت صحيفة “السفير” أن الأجهزة الأمنية اللبنانية، وخصوصا الأمن العام، نجحت من خلال رصد قضية العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى المجموعات الإرهابية المسلحة في جرود القلمون، في إعداد تصور شبه متكامل حول كيفية عمل “داعش” في منطقتي القلمون وجرود عرسال وصولًا إلى بعض المناطق اللبنانية، رغم ان التنظيم لم يعلن عن هيكلية رسمية محددة مركزيًّا أو على مستوى كل “إماراته”، نظرا للأسلوب السري الذي يعتمده، من جهة، وعمره الفتي من جهة ثانية.

مناطق سيطرة “داعش”

وتتوزع مناطق سيطرة “داعش”، حسب الصحيفة، من خطوط تماسها مع “جبهة النصرة” (فرع القاعدة في سوريا) في جرود عرسال إلى الداخل السوري وتحديدًا معابر الشيخ علي والجراجير (باتجاه فليطا التي أحكم “حزب الله” سيطرته عليها مؤخرا)، ومرطبيا والزمراني (على حدود الجراجير ـ قارة) ووادي ميرا (بين قارة والبريج في الداخل السوري).

وتابعت “السفير” “يسيطر “داعش” على جزء من جرود عرسال يمتد من سرج العجرم امتدادا نحو الشمال الشرقي، الى قرنة شعبة القاضي على الحدود اللبنانية السورية، وتلة البعكور في جرود رأس بعلبك، مرورا بمراح المخيريمة في رأس بعلبك وصولا الى قلعة معالف وحورتا على حدود جرود رأس بعلبك والقاع”.

وأشارت إلى أن خربة الدمينة في رأس بعلبك وخربة بعيون في أعالي وادي بعيون في رأس جرود القاع تعتبر خط التماس بين “داعش” و “حزب الله”، حيث تصل حدود سيطرة التنظيم الى جبلة حسيا على الحدود مع جرود البريج والرحيبة شمال قارة في الجرد السوري.

وأوضحت أن حدود خطوط التماس بين “داعش” والجيش اللبناني تمتد من أعالي حاجز الحصن عند أطراف بلدة عرسال، مرورا بمنطقة وادي حميد (بعد حاجز الجيش مباشرة) وقرون المصيدة في عرسال المواجهة لحاجز المصيدة غرباً، وصولا الى تلة البعكور في جرد رأس بعلبك فخربة الدمينة في جرود القاع.

وتحدثت عن خطوط تماس ترتسم بين “داعش” و”جيش الفتح” من ضمنه “النصرة” في جرود بلدتي قارة وجريجير السوريتين في القلمون الغربي، علمًا أن الجبهة كانت قد استولت في الشهور الأخيرة على مواقع لـ”داعش” في مناطق العجرم، الجبة والمعرة.

وكشفت صحيفة “السفير” أن العدد الحالي لعناصر “داعش” في جرود القلمون يقدر بحوالي 800 مقاتل، بينهم من يعرفون بـ”الانغماسيين” (160 مقاتلا) والانتحاريين (40 مقاتلا).

ولفتت الصحيفة إلى تقاطع معلومات الأجهزة الأمنية اللبنانية عن إرسال “داعش” في الآونة الأخيرة، نحو 400 مقاتل من الرقة ومناطق أخرى الى منطقة القلمون بمحاذاة الحدود اللبنانية، في محاولة لوراثة “جبهة النصرة” (فرع القاعدة في سوريا)، على ضوء الضربات التي تلقتها (فضلا عن الرهان على كسب مبايعات من داخل “النصرة”.

إلى ذلك، كان لافتا للانتباه، وفق “السفير”، ارسال “داعش” المدعو “ابو ايوب العراقي”، وما يسمى بـ”والي إمارة دمشق”، وهو من خبراء المتفجرات المتخصصين، من تدمر الى القلمون في الأيام الأخيرة، وعهد اليه، بالتنسيق مع أمير ولاية القلمون عمر سيف الجزراوي (أبو سياف)، مهمة قيادة معركة القلمون وجرود عرسال ومحاولة استرجاع المناطق التي خسرتها “النصرة”، فضلا عن الضغط على حزب الله والجيش اللبناني في القاع ورأس بعلبك، ويتردد أنه شارك في تنظيم الهجوم الأخير الذي أدى الى مقتل 20 عنصرا من “داعش” احتفظ حزب الله بجثث 14 مقاتلا منهم..

ونقلت عن خبراء متابعين، أن “تعيين الجزراوي أميراً على القلمون يعتبر خيارا ذكيا لأن “الكتيبة الخضراء” التي كان يترأسها سابقا، كانت متمركزة في القلمون، وبالتالي، فان الجزراوي ومقاتليه يعرفون هذه المنطقة جيداً، وهو مقاتل سابق في أفغانستان وله خبرة كبيرة في القتال وأعمال التفخيخ. كما أن “الكتيبة الخضراء” كانت معروفة بأنها تضم أعلى نسبة من “الانغماسيين” و “الانتحاريين” في صفوفها، وقد نفذت عمليات انتحارية ضخمة ضد حواجز الجيشين السوري واللبناني في منطقة القلمون.

أهداف لبنانية للتنظيم

وذكرت الصحيفة، انه “بموجب التعليمات التي يصدرها “أمير التنظيم” أبو بكر البغدادي، فان “داعش” يحاول ايجاد بيئة حاضنة في أوساط أهل السنة في لبنان، عن طريق إبراز مظلوميتهم ومحاولات حزب الله كسر إرادتهم سواء في صيدا أو طرابلس أو عرسال!”

هذا و”يراهن التنظيم على أن نجاحه في اقامة امارة القلمون، من شأنه فتح الباب للتمدد لبنانيا (عرسال ثم رأس بعلبك والقاع والهرمل وعكار وصولا الى طرابلس) من أجل بلوغ عتبة البحر الأبيض المتوسط وايجاد منفذ بحري استراتيجي للتنظيم”.

توزع داعش

كما لفتت إلى أن اقامة بنية عسكرية متماسكة في القلمون الغربي تتيح للتنظيم التمدد لملاقاة مجموعاته المنتشرة في ريف دمشق.

وفي هذا السياق، أضافت “السفير” أن الهدف البعيد المدى (الاستراتيجي)، يتمثل في قطع الطريق على قوافل حزب الله، في خطي الذهاب والاياب، الى سوريا، فضلا عن قطع الخط على قوافل السلاح التي تصل للحزب عن طريق البر (الحدود العراقية ـ السورية)، ولاحقا طريق البر بين القلمون وسواحل سوريا الشمالية (موانئ بانياس وطرطوس واللاذقية).

وقالت الصحيفة، يحاول خصوم “داعش” استكشاف حقيقة نياته وأين تكمن أولوياته السورية، وأين لبنان منها في هذا التوقيت المحتدم، وما هي صحة ما يشاع عن نية التنظيم الاخلال بقواعد اللعبة عبر الامساك بوسط سوريا (محافظة حمص)، وما يمكن أن يقود اليه هكذا سيناريو على صعيد السلسلة الشرقية وصولا الى عرسال وراس بعلبك والقاع، فضلا عن منطقة الشمال بأسرها.

وفي الوقت نفسه، كان لافتا للانتباه، على مسافة قريبة جدا من بدء الجزء الأخير من معركة القلمون الغربي، أن تنظيم “داعش” نظم سلسلة دورات تدريب تضم عشرات المقاتلين، كانت أبرزها وأكبرها تلك التي نظمها في وادي ميرا وكانت متخصصة (انشاء فرقة التدخل السريع)، وضمت نحو 100 مقاتل يرتدون زيا موحدا يتميز عن لباس باقي مقاتلي التنظيم.

البنية التنظيمية

وأدرجت “السفير” نقاطًا تكشف فيها بينة “داعش” التنظيمية المتكاملة في منطقة القلمون، وهي تتوزع على الشكل الآتي:

ـ الأمير العام لولاية القلمون: السعودي عمر سيف الجزراوي (أبو سياف)، وهو كان سابقا قائدا لـ”الكتيبة الخضراء”، قبل التحاق جميع عناصرها بتنظيم “داعش”. ويتلقى الجزراوي أوامره من أمير ولاية الشام أبو أيوب العراقي (يرجح أن تكون سجى الدليمي الموقوفة لدى الأمن العام اللبناني، وهي زوجة البغدادي، شقيقة أبو أيوب العراقي).

ـ الأمير العسكري لولاية القلمون: السوري موفق الجربان (ابو السوس)، وكان يقود سابقا “كتائب الفاروق” قبل أن تلتحق بـ”داعش”..

ـ أمير قاطع الزمراني -الجراجير: العراقي أبو بلقيس العدناني، وكان تسلم قيادة التنظيم في القلمون لفترة وجيزة حتى وصول ابو سيف الجزراوي.

ـ أمير المحكمة الشرعية: الشيخ نبيل أبو محروس.

ـ أمير شرعي: ابو دجانة الفلسطيني (يحمل الجنسية السويسرية).

ـ أمير قاطع عرسال ورأس بعلبك والقاع: ابو ابراهيم الانصاري.

ـ أمير قاطع قارة: السوري أبو درغام القاري.

ـ منسق التنظيم في لبنان: السعودي أحمد الدوسري (يتواجد في الموصل ـ العراق بصورة دائمة وهو مكلف باعداد الخطط العسكرية التي ينفذها التنظيم في لبنان).

ـ المنسق العام بين قيادتي “داعش” في لبنان وسوريا: اسماعيل الخطيب.

ـ المنسق بين “داعش” في القلمون والشمال اللبناني: عبد الرحمن النميري (ابو دجانة).

ـ أمير قاطع عرسال والبريج وجوسيه والعبودية واللواء 67: الشيخ أحمد يوسف أمون الملقب بـ “ابو يوسف”.

ـ المسؤول المالي: أبو الزبير.

ـ المسؤول الاداري: محمد الغاوي.

ـ المسؤول الأمني: السوري حسين حمود العلي الملقب بـ”ابو بكر الرقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى