حطيط للشرق الجديد: السعودية ستضطر الى التوقف لان اليمنيين لن يقفوا مكتوفي الايدي

7tet-20140624-120817

اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط في حديث لوكالتنا حول العدوان السعودي على اليمن، “ان المشهد اليمني لا ينفصل عن المشهد الاقليمي العام ويعتبر العدوان السعودي ردة فعل بنتيجة الاحباط الذي وقعت فيه السعودية، بعد انسداد الافق في كل من العراق وسوريا وعدم القدرة على امتلاك ورقة لبنان وخشيتها من ان يستمر مسلسل الاخفاقات وضمور فضائها الاستراتيجي في الاقليم وخاصة انها تنظر الى اليمن على انه الحديقة الخلفية لهذا الفضاء”.

وقال: ” السعودية كانت تتوقع ان يكون هناك قرار من مجلس الامن وقد حاولت ان تحصل عليه تحت الفصل السابع، فاصطدمت بعدم اقتناع الاوروبيين بطلباتها، وحاولت استصدار قرار في جامعة الدول العربية، ووجدت ايضا نوعا من الضبابية التي تمنعها من تكرار تجربة ليبيا، فاشترت مواقف بالمال واتكأت على تحالفات قديمة من أجل السكوت على عدوانها أو الاشتراك الرمزي او بعض المساهمة الفاعلة، بدافع المحافظة على فضاء استراتيجي بدأ يتقلص ووصل الى مرحلة بات يحاصرها، لان سقوط اليمن من يدها يعتبر الورقة الاقليمية الاخيرة التي تدافع فيها عن هذا الفضاء”.

واعتبر حطيط، “ان القرار السعودي بالمنطق الاستراتيجي والعسكري يعتبر قرار غير مدروس ومسدود الأفق وقرار يقترب من الحمق الاستراتيجي اقرب منه الى الحكمة الاستراتيجية، مشيرا الى “ان على السعودية لكي تسطيع ان تحقق اهدافها وتستعيد اليمن ان تنتج وضع يمني ميداني يأتمر بأمرتها، وانتاج هذا الوضع يتطلب واحد من أمرين، الأول، وجود قوى محلية قادرة على الامساك بالوضع اذا تلقت الدعم من السعودية، وهو امر متعذر ومسدود الافق، واثبتت التجربة ان الجيش اليمني والقوى الشعبية لا تؤيد العمل السعودي، ولا “القاعدة” التي هي ذات الفكر الوهابي يمكن ان تسيطر على اليمن او تحقق للسعودية مآربها”.

الامر الثاني، هو الدخول السعودي البري وفرض النظام الذي تريد على غرار ما تفعله أميركا عند احتلالها، وهذا أمر مستحيل ان يحصل لان السعودية لديها تجربة فاشلة وسيئة مع اليمنيين، واليوم الحوثيون تحديدا مع الجيش قادرون على الحاق هزيمة شنعاء بالسعوديين اذا دخلوا، والخوض في حرب استنزاف ترهق السعودية والاتكال السعودي على قوات برية من الدول التسع الاخرى التي انضوت معها غير مضمون، لان لكل دولة من تلك الدول وضعية خاصة لا تنبئ بإمكانية ارسالها جيوش برية، أما بالنسبة للطيران فالعالم كله يعرف بانه لا يحسم أرض هو فقط يقتل ويدمر”.

واضاف: “بنتيجة ذلك ستكون السعودية امام ثلاثة وضعيات، الاولى، هي الاقرار السريع باستحالة تحقيق الاهداف والتراجع وهنا تكون قد عجلت على نفسها وسرعت انقباض وضمور فضائها الاستراتيجي، الثانية، الاستمرار في حرب استنزاف نارية فقط دون الدخول البري وفي هذه الحالة ستنتظر ردة فعل يمنية قد تقتحم عليها ارضها وهنا قد تصبح امام خطر كبير قد لا تسطيع ردعه، الثالثة، هو ان تدخل بقواتها البرية وتدخل في حرب استنزاف وتكون اليمن منطقة الرمال المتحركة التي تغرق فيها السعودية”.

وختم حطيط: “في لحظة معينة ستضطر السعودية الى التوقف لان اليمنيين لن يقفوا مكتوفي الايدي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى