جابر للشرق الجديد: العدوان على اليمن ينطوي على تداعيات خطيرة في المنطقة

jaber

اعتبر العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الاوسط للدارسات، “ان التدخل العسكري في اليمن كان مفاجئة لكل المراقبين، لأنه خطير وله تداعيات”.

وقال جابر في حديث لوكالتنا: “لقد افترض الكثيرون ان كل التهديد السعودي والحشد الذي حصل على الحدود هو لحماية السعودية من أي تطورات ممكن ان تحصل في حال سيطر الحوثيون على اليمن ولكن الذي حصل كان فعلا مفاجأة خطيرة جدا”.

وتابع: “هي ضربة جوية عسكرية تسمى “الضربة الاولى”، أما ماذا سيتبعها فهذا هو السؤال، واذا صح الكلام عن حشود برية للدخول الى اليمن فهذا خطير جدا، والذي اتخذ القرار بهذا لا يعرف جيدا لا تاريخ اليمن ولا جغرافيته ، اولا :بالنسبة الى طبيعة الارض فهي تختلف كثيرا عن الطبيعة الصحراوية لدول الخليج، وثانيا :الشعب اليمني هو شعب مقاتل بطبيعته، وحتما لن يكون هذا التدخل نزهة من الناحية العسكرية، اما من الناحية السياسية فالسؤال هنا هل هذا هو الحل للمشكل في اليمن؟، الجواب، لا اطلاقا، هل هذا التدخل شرعي بالنسبة الى القانون الدولي؟، الجواب، لا، لأنه فقط اميركا هي من اعطت الضوء الاخضر وهذا لا يعتبر رسميا الا بالتصريحات فقط”.

وقال: “هذه العملية العسكرية هي اعتداء على سيادة دولة من غير اي غطاء شرعي من مجلس الامن أو أي منظمة دولية، والحديث عن ان هذه الحرب كلها في سبيل الشرعية كلام غير صحيح ، فهناك جدل حول شرعية الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، فعندما يكون أكثر من نصف الشعب اليمني واكثر من نصف الجيش يقاتل ضد الفريق الاخر، أليس لدى هؤلاء شرعية ومشروعية وواقع ، كل من لديه عقل سيطرح هذه الاسئلة”.

وأضاف: “لا شك ان هناك تفهما للمخاوف السعودية من سيطرة الحوثيين على اليمن، ولكن الحوثيين لن يقوموا باي عدوان او اعتداء داخل المملكة العربية السعودية”.

وتساءل جابر: “ما الهدف من هذا الهجوم ، هل الهدف يتمثل في القضاء على الحوثيين الذين يمثلون نصف الشعب اليمني مع حلفائهم، أم الهدف اعادة رئيس مستقيل فاقد الشرعية ، مشيرا الى ان “الهدف هو سياسي ولكن لن ينجحوا في تحقيقه ، لقد فتحوا بابا من الصعب اغلاقه، ومن المحتمل ان تحصل تداعيات خطيرة اذا لم يتوقف هذا الهجوم العسكري الجوي بأسرع وقت ممكن أوفورا”.

واستغرب جابر دخول مصر على الخط، لافتا، الى “ان مصر هي الدولة الوحيدة المقبولة من الطرفين لكي تكون الوسيط، و بالتالي تكون القاهرة هي المدينة التي تستضيف طاولة المفاوضات للحل السلمي في اليمن، واذا لم تتدخل مصر عسكريا لديها الوقت الكافي للتوقف عند هذا الحد اما اذا تدخلت عسكريا فاعتقد انه اصبح من الصعب اختيارها لتكون الوسيط”.

وختم قائلا: “هذه الحرب اخذت طابعا مذهبيا بغيضا، بينما الخطاب السياسي للحوثيين لم يكن مذهبيا، ولكن الرئيس المستقيل هادي هو من بدأ بالحديث بخطاب مذهبي، والذي يعرف اليمن يعرف جيدا انه اكثر بلد في العالم لا يوجد فيه انقسام طائفي او مذهبي”.

لذلك هذا الهجوم العسكري اتخذ طابعا مذهبيا بغيضا ومن الممكن ان يرتد عكسيا على الذين قاموا به، ولا استغرب اذا دخلت القوات البرية ان تختلط الاوراق ويكونوا قد دخلوا الى المستنقع اليمني الذي يصعب الخروج منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى