عتريسي للشرق الجديد: تركيا طرف مباشر في المواجهة مع سوريا .. السعودية لم تعط الضوء الاخضر لمشاركة المستقبل في مكافحة الارهاب

3atrisi-20140104-110852

اعتبر الباحث والخبير في القضايا الإقليمية الدكتور طلال عتريسي ان الخطوة التي قامت بها تركيا في سوريا هي اعتداء على سيادة الدولة السورية ، قائلا في حديث لوكالتنا : “انها خطوة مفاجئة الى حد ما، لان دخول اي عسكري تركي الى سوريا هو اعتداء على سيادة الدولة السورية، وهو ما يفتح المجال امام الكثير من الاسئلة والاحتمالات”.

وتساءل عتريسي: “ماذا يعني هذا الدخول بالتنسيق ضمنا مع المجموعات التكفيرية في الشمال السوري؟” مشيرا الى ان “تنظيم “داعش” يفجر الأضرحة ويعتبر وجودها شرك وكفر فيما لم يفجر هذا الضريح، هذا يعني ان هناك تنسيقا متكامل بينه وبين السلطات التركية”.

وقال عتريسي: “ان دخول الجيش التركي الى هذا المكان حكما تم بالتنسيق مع هذه المجموعات وهذا يؤكد كل الاتهامات التي وجهت لتركيا في هذا المجال”.

ولفت الى ان “السؤال هو هل يعني نقل رفات هذا الضريح الى مكان آخر في سوريا كما قال احمد دواود اوغلو ان تركيا تريد ان تنشئ منطقة اخرى يحق لها الدخول اليها ووضع جنود اتراك فيها بحيث يستمر هذا النفوذ في المستقبل او انها تريد ان تؤكد انها صاحبة دور في اي مشروع يمكن ان يتحقق”.

وربط عتريسي بين الدخول العسكري التركي وبين تقدم الجيش السوري في حلب باتجاه الحدود التركية، لافتا الى ان هناك معلومات تحدثت عن فتح الحدود التركية وارسال مقاتلين من المجموعات التكفيرية الى حلب لقتال الجيش السوري، مشيرا الى “ان تركيا بدت في هذا التدخل طرف مباشر في المواجهة مع النظام في سوريا وطرف حليف للمجموعات التكفيرية وهذا يجعل مستقبل العلاقة مع تركيا صعب”.

وعن تراجع تيار “المستقبل” عن الكلام حول الاستراتيجية الوطنية المشتركة لمكافحة الارهاب قال عتريسي : “المستقبل لا يستطيع ان يخرج من تحت العباءة السعودية وسياساتها الاقليمية، وتردد المستقبل وعدم مسارعته الى قبول فكرة تشكيل تحالف وطني واسع ضمن استراتيجية لمكافحة الارهاب أمر مفهوم باعتبار ان السعودية لم تقرر بعد مثل هذا الامر، فالإرهاب لا يزال ورقة استنزاف لحزب الله وورقة ضغط على لبنان لذلك لا اعتقد ان السعودية ستعطي الضوء الاخضر لمثل هذه المشاركة طالما ان هناك افكارا مطروحة لتذليل الصعوبات بين تركيا والسعودية وبين تركيا ومصر لتشكيل جبهة في الحقيقة لمواجهة ايران اكثر مما هي لممارسة الضغوط المباشرة على سوريا، لان هذه القوى منخرطة فعليا في دعم المجموعات المسلحة ضد النظام في سوريا”.

وختم :”هناك محاولة تشكيل جبهة اقليمية في مواجهة ايران وبالتالي حلفائها سوريا وحزب الله، لهذا السبب المستقبل لا يستطيع ان يسارع الى قبول تشكيل جبهة وطنية في اطار استراتيجية لمكافحة الارهاب قبل ان يتضح الموقف السعودي من هذه المسألة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى