شؤون لبنانية

الحريري : الحوار مع حزب الله هو ضرورة وطنية ومواقفنا من قضايا الخلاف ثابتة

1423942994 dsc 1

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري أنه”دخلنا إلى الحوار مع حزب الله لحماية لبنان، لأن لبنان أهم منا ومنهم. وكما كان يقول الرئيس الشهيد: “ما حدا أكبر من بلدو”. وفي نظرنا أن لبنان أمام خطرين كبيرين: خطر على البلد، وهو الاحتقان السني الشيعي، وخطر على الدولة، وهو غياب رئيس للجمهورية. وفي موضوع رئاسة الجمهورية، واضح أن “الجماعة مش مستعجلين”، وموقفهم عمليا يعني تأجيل الكلام في الموضوع.

وفي موضوع الاحتقان السني الشيعي، نقول بكل صراحة: نحن نلمس أربعة أسباب رئيسية للاحتقان:

أولا: رفض حزب الله تسليم المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ثانيا: مشاركة حزب الله في الحرب السورية.

ثالثا: توزيع السلاح تحت تسمية سرايا المقاومة.

رابعا: شعور باقي اللبنانيين بأن هناك مناطق وأشخاصا وفئات لا ينطبق عليهم لا خطة أمنية ولا دولة ولا قانون، مع أن وزير الداخلية، والحكومة مجتمعة، تبذل كل جهدها وتقوم بعمل كبير ولكن علينا أيضا أن نواجه ونطرح الأمور على الطاولة“.

وأضاف في مهرجان الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في مركز بيروت للمعارض-البيال “نحن في الحوار، لم نطلب من حزب الله شيئا، قلنا لهم: أنتم تريدون أن تخففوا الاحتقان، ونحن نريد أن نخفف الاحتقان. لأن مدرستنا وفكرنا ومشروعنا وأساس وجودنا هو رفض الفتنة والحرب الأهلية. هذه هي أسباب الاحتقان، قولوا لنا ما الذي تستطيعون فعله. هذا هو من الآخر ما يحصل في حوارنا مع حزب الله. نحن جديون، وان شاء الله نصل لنتائج“.

وفي موضوع رئاسة الجمهورية، قال: “منذ أشهر، ونحن ندعو إلى الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، ولم نقصر في التواصل مع الجميع لهذه الغاية. وشجعنا على الحوار في كل الاتجاهات، لإخراج الرئاسة من نفق التعطيل.

أسوأ ما في الأمر، أن تعطيل الاتفاق على الرئاسة، يكرس مفهوما خاطئا بأن البلد يمكنه أن يعالج أموره، برئيس أو من دون رئيس.

ربما هناك من يستطيب استمرار الشغور، وتوزيع سلطات الرئيس على 24 وزيرا. ومن المهم التأكيد في هذا المجال، أن وجود 24 وزيرا لا يعوض غياب رأس الدولة، وأن مجلس الوزراء يقوم مقام الرئيس في الحالات الاستثنائية فقط. والواقع أن الشغور الراهن لا ينشأ عن ظرف استثنائي، إنما هو مستمر بسبب عناد سياسي، أو صراع على السلطة“.

وفي موضوع الارهاب، قال: “لا يمكن لأي مواطن أن يتجاهل المخاطر التي تهدد لبنان جراء تعاظم حركات الإرهاب في المنطقة. وإذا كانت القيادات اللبنانية فشلت حتى الآن في الاتفاق على استراتيجية دفاعية لحماية لبنان من التهديدات الإسرائيلية فلا يصح أبدا أن يندرج هذا الفشل على إيجاد استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب.

لا بد من ترجمة الإجماع الوطني ضد الإرهاب والإجماع الوطني القائم أيضا حول الجيش اللبناني والقوى الأمنية وتضحياتها العظيمة، لا بد من ترجمة هذا الإجماع بتقديم المصلحة الوطنية على أي مصالح فئوية أو خارجية“.

وأردف بالقول: “وبالاختصار المفيد، نقول إن الحرب ضد الإرهاب مسؤولية وطنية تقع على عاتق اللبنانيين جميعا، وخلاف ذلك، سيصيب الحريق لبنان، مهما بذلنا من جهود لإطفاء الحرائق الصغيرة. النموذج العراقي بتفريخ ميليشيات وتسليح عشائر وطوائف وأحزاب وأفراد، لا ينفع في لبنان. وتكليف طائفة أو حزب مهمات عسكرية هو تكليف بتسليم لبنان إلى الفوضى المسلحة والفرز الطائفي“.

أضاف: “ندائي للجميع، خصوصا لحزب الله الذي نتحاور معه بكل جدية ومسؤولية، العمل دون تأخير لوضع استراتيجية وطنية كفيلة بتوحيد اللبنانيين في مواجهة التطرف وتداعيات الحروب المحيطة.

وتابع ” نؤكد وقوفنا وراء الجيش والقوى الأمنية قلبا وقالبا، قولا وفعلا. دعمنا للجيش والقوى الأمنية غير مشروط وبلا حدود، وهو مقرون كما يعرف القاصي والداني بخطوات عملية تضع المصلحة الوطنية فوق المصالح الذاتية والحزبية والطائفية.

هذا هو موقفنا في طرابلس وعكار والضنية وعرسال وصيدا. موقف حاسم يحمي أهلنا وأحبتنا ولا يسقط في المزايدات المذهبية أو يهادن الإرهاب تحت أي ظرف من الظروف.

هذه هي مدرسة رفيق الحريري وتيار المستقبل. وهذه هي الروح التي تجمع قوى 14 آذار التي رفعت قبل سنوات شعار العبور إلى الدولة وما زالت تؤمن بأن لا نهاية لمعاناة لبنان، إلا بالعبور إلى الدولة“.

أضاف: “الرئيس رفيق الحريري استشهد على هذا الطريق ومعه شهداء 14 آذار، تلك النخبة من أحرار لبنان التي نلتقي على تكريمها في هذا اليوم ونجعل من ذكراها حافزا لتجديد الالتزام بالعيش المشترك وتحرير القرار الوطني اللبناني من التبعية الخارجية.

وهنا دعوني أقول كلمتين عن موضوع التطرف الديني والإرهاب باسم الدين:

نحن تيار المستقبل، تيار رفيق الحريري، نحن قوة الاعتدال، ونحن نقف مع الدولة في وجه مشاريع العنف الديني أو السياسي، ونقف مع الجيش وقوى الأمن في وجه الإرهاب والتطرف، لأننا نفهم منذ زمن، منذ زمن بعيد، أنه ليس من نقطة وسط بين الاعتدال والتطرف. ليس من مكان في الوسط، بين الاعتدال والتطرف. ليس من مكان في الوسط بين الدولة والفوضى، ليس من مكان في الوسط بين الجيش والميليشيا، ليس من مكان في الوسط بين الوحدة الوطنية والحرب الأهلية، ليس من مكان في الوسط بين لبنان السيد المستقل وبين لبنان الفتنة والانقسام“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى