شؤون عربية

العلامة الغريفي: في الوقت الذي نرفض أيّ نزوع نحو العنف لدى الحراكات الشعبية، فإنَّنا نحمِّل أنظمة الحكم المسؤولية في وجود ردود فعل عنيفة متطرِّفة

 

 

أكد سماحة العلامة السيد عبد الله الغريفي على أهمية “الإصرار على اعتماد الأساليب السِّلمية هو الخيار الأصلح، والقادر على تجذير المطالب العادلة، وإعطائها حضورًا أقوى، وصدقية أكبر.” مشدداً على أنه “يجب الحفاظ على النهج السِّلمي، لكي لا تتحرَّك محاولات تنال من مشروعية الحراكات المطلبية، في زحمة الخطابات التحريضية المضادَّة، الباحثة عن أيّ مبرّر من أجل إسقاط الحراكات السِّياسية الرشيدة، ومن أجل إلصاق التهم بها” محذراً من الاصغاء إلى ” المقولات التي تبرِّر لرفض السلمية، بأنَّ استمرار الخيارات السلمية في حراكات الشعب يغري أنظمة الحكم بمزيد من القمع والبطش والفتك ضدَّ هذه الحراكات”

وقال سماحته في حديث الجمعة (19 ديسمبر 2014) ” صحيح إنَّ أنظمة الحكم – في الغالب – تعتمد أساليب القمع والبطش ضدَّ حراكات الشعوب، حتى لو أصرَّت هذه الحراكات على اعتماد النهج السِّلمي.. غير أنَّ الإصرار على السِّلمية في حراكات الشعوب يحرج أنظمة الحكم ويضعها أمام المساءلات الدولية، ويسقط كلّ الذرائع الموهومة…”

وأكد سماحته ” تخسر الحراكات الشعبية حينما تنزع سلميتها، وحينما تجنح إلى اعتماد العنف والتطرف، ولن تقوى أنْ تحقق أيّ انتصار في معركة الحقوق، الانتصار هو الإصرار على استمرار الحراك وإنْ طال الطريق، وكذلك الإصرار على سلمية الحراك وإنْ بهظت الأثمان”   

وقال سماحته ” في الوقت الذي نرفض أيّ نزوع نحو العنف لدى الحراكات الشعبية، فإنَّنا نحمِّل أنظمة الحكم والتي تصرُّ على اعتماد الخيارات الأمنية المفرطة والباطشة، نحمِّلها المسؤولية في وجود ردود فعل عنيفة متطرِّفة، وهذا لا يعني أنَّنا نعطي المبرِّر لتلك النزوعات العنيفة والمتطرِّفة، فهي نزوعات مشجوبة ومدانة ومفروضة كونها تهدِّد الأوطان وتزرع الدمار في البلدان”

وأضاف” وإنَّ الجنوح نحو العنف سواء من أنظمة الحكم أو من أيّ موقع آخر لا يزيد الأمور إلَّا تعقيدًا وتأزيمًا وتوترًا، وإنْ كانت المسؤولية كلّ المسؤولية تتحمّلها بالدرجة الأولى سياسات الأنظمة الحاكمة، فتخفيف معاناةِ الشعوب، وآلامِها وقلقها، وأزماتها هو مسؤولية الأنظمة، فهي تملك أدواتِ الإصلاح والتغيير وإقامة العدل، وإنصافِ الشعوب، ونشرِ الأمنِ والأمان في الأوطانِ، المسألة في حاجة إلى حكمةٍ، وإرادةٍ، ومبادراتٍ صادقةٍ، وكلماتٍ ناصحةٍ، لا إلى انفعالاتٍ، وبطشٍ، وإصرارٍ على الخطأ، وإصغاءٍ إلى لغة الشحن والتحريض والتخوين، فمتى يستيقظ العقلُ وتتحرّكُ الإراداتُ الجادّةُ، والمبادراتُ الخيّرةُ من أجل إنقاذ الأوطان وحماية الإنسان، وزرع الأمان؟ “

وختم سماحته متسائلاً ” متى يستيقظ السَّاسة ومتى تستيقظ ضمائرهم ليبحثوا عن أسباب الأزمات السِّياسية في أوطانهم، والتي هي من إنتاج السِّياسات الخاطئة والفاسدة، وبيدهم وحدهم القدرة على التغيير وإصلاح الأوضاع، وإنقاذ الشعوب من مآزق أثقلت هذه الشعوب وأرهقت حياتها، وملأتها بالعناءات والعذابات…؟ “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى