شؤون لبنانية

المؤتمر الشعبي: إستقلال لبنان تحت خطر التطرف والعصبيات وإنحلال المؤسسات

 

شدد المؤتمر الشعبي اللبناني على أن إستقلال لبنان يتعرض لخطر كبير من قوى التطرف والعصبيات، فضلاً عن التدخل الإقليمي والأجنبي، وآداء الطبقة الحاكمة وإنحلال المؤسسات الدستورية، ناهيك عن الخطر الصهيوني الدائم، لكنه لفت في المقابل إلى مناعة وطنية عند اللبنانيين حمت بلدهم من الفوضى الشاملة .

وقال بيان صادر عن مكتب الإعلام المركزي في “المؤتمر”: تأتي الذكرى الواحدة والسبعون للإستقلال الوطني، في ظل تصاعد الأخطار على لبنان من أكثر من إتجاه، وتنامي العواصف الأمنية والإقتصادية والمعيشية التي تترافق مع آداء عاجز وفاشل لمعظم الطبقة الحاكمة، إلى القلق المستمر الذي ينتج عن قوى العصبيات الطائفية والتطرف المسلح والتدخل الأجنبي والإقليمي والخطر الصهيوني الدائم… ومع ذلك فإن تجارب اللبنانيين والدروس التي إستفادوا منها، شكلت عندهم مناعة وطنية منعت إدخال بلدهم في أتون الفوضى الشاملة وشكلت سداً عالياً أمام موجات التطرف والتقسيم.

إن يوم الاستقلال، هو ذكرى يفخر بها كل لبناني حرّ، ومناسبة يستذكر فيها اللبنانيون التضحيات التي قدمها أجدادهم من مختلف الطوائف والمناطق لتحرير بلدهم من الاستعمار الفرنسي، إلا أن الغصة الكبرى دائماً تبقى في عدم الوفاء لهذه التضحيات وإمتناع النظام القديم أو الطبقة الحاكمة بعد الطائف عن بناء دولة الإستقلال الحقيقي، بل للأسف الشديد أقاموا بدلاً منها مزارع طائفية ومذهبية، وقوّضوا مؤسسات الدولة ووصلوا إلى حد تعريض المؤسسات الدستورية للإنحلال من خلال عدم إنتخاب رئيس الجمهورية والتمديد المستمر للمجلس النيابي، وزوّروا إرادة الشعب والنظام الديمقراطي بانتخابات برلمانية مزيفة، وهددوا العيش المشترك بعصبيات وصلت إلى حدود الفدرلة والتقسيم بما ينسجم مع المشروع الأميركي الصهيوني.

إن حماية إستقلال لبنان باتت تتطلب إنتفاضة على هذا الواقع المتردي، إنتفاضة ترسّخ مفاهيم الإستقلال الحقيقي والثوابت الوطنية وفي مقدمها وحدة لبنان وعروبته، وتبني الدولة المنشودة بنظام ديمقراطي قائم على العدالة والمساواة والإصلاح الإنتخابي والإداري والسياسي وتطبيق كامل إتفاق الطائف وإنتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، وتعمل على تحرير أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، وتتصدى للإختراق الصهيوني للسيادة في كل المجالات وكذلك للعصبيات المذهبية والطائفية وقوى التطرف والفلتان الأمني، وترفض التدويل وأي هيمنة أجنبية على القرارالوطني.

إن إستقلال لبنان لا يقوم إلا على جناحي حرية الوطن والمواطن، حرية الوطن من الإحتلال أياً كانت أشكاله، وحرية المواطن من الظلم والإستبداد والإستغلال أياً كانت وجوهه أو مبرراته. وإذا كان مشروع الشرق الأوسط الكبير الصهيوني الأميركي يستهدف لبنان ضمن إستهدافه الكبير للمنطقة العربية بالتقسيم، فإن السبيل لمواجهة هذا الخطر يتطلب التمسك برباعية الإستقلال والوحدة والعروبة والجيش اللبناني الذي يجب أن تقوّى قدراته الجيش عدة وعدداً ليستطيع القيام بواجبه في حماية السيادة والسلم الأهلي والأمن والإستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى