شؤون لبنانية

الشيخ مالك جديدة يستقيل من هيئة العلماء المسلمين ويعد لهيئة جديدة: لا مبرر لهيئات تكون مطية للاستغلال من قبل الجماعات والأفراد

malek

صدر عن رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ مالك جديدة بيان، اعلن فيه استقالته من الهيئة والاعداد لانشاء هيئة جديدة.

بيان الاستقالة

وجاء في بيان الشيخ جديدة:

“بسم الله الرحمن الرحيم

لهذا استقلت مما يسمى بهيئة العلماء

ونعلن عن تأسيس هيئة العلماء “جديدة”

لقد كان هناك توجه عند بعض العلماء لتأسيس لقاء ما يجتمع فيه العلماء وخصوصا مع غياب الدور للمرجعية الدينية “دار الفتوى” وانشغالها في دوامة الخلاف مع المرجعيات السياسية وغيرهم.

وهناك السلفيون يعملون على تأسيس هئية علمائية لهم. والجماعة الإسلامية تعمل كذلك على تأسيس هيئة تجمع فيها مشايخها والمقربين منها.

وكانت المحاولة أن يجتمع الجميع في هيئة واحدة نتفق فيها على الأمور المشتركة ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه إذ جمع الكلمة خصوصا في هذه الظروف التي تمر بها ساحتنا الإسلامية وكان الاتفاق على إنشاء هذه الهيئة التي حاول عدد من الإخوة أن تكون هيئة مستقلة تعمل على القاسم المشترك إلا أن الحقيقة التي لا تخفى على من عاش في الهيئة أن محاولة السيطرة على الهيئة من الجماعات وبعض الجمعيات كان واضحا ولكل هدف هذا يريد أن يدخل من خلالها ليكسب الشارع السني وآخر يريدها ليحارب بها المرجعيات الدينية (دار الفتوى) أو أن يتخذها وسيلة ليضعوا اليد على دار الفتوى تحت ذريعة دور العلماء.

والبعض رأى في الهيئة غطاء ومكسبا يستغله في الخارج لجمع الأمول كما جمعوا باسم الثورة السورية واللاجئين السوريين ولم يصل للاخوة السوريين من الجمل أذنه كما يقولون وأصبح هذا يشتري المكاتب ويجمع حوله بعض الشباب المتحمس يشغل حماسهم ويجعل لنفسه عليهم زعامة وذلك يستغل الهيئة والثورة السورية يجمع لنفسه ويبني مدرسة خاصة له تكاليفها مليون دولار.

وأصبح لهؤلاء زيارات موسمية إلى دول الخليج لجمع الأموال. وظهر واضحا أن المستقلين إنما هم لذر الرماد في العيون ان هذه الهيئة ليست إلا اتفاق المصالح بين الجماعات وخصوصا بعض الأجنحة السلفية والجماعة الإسلامية الذين يحاولون أن يسيطروا على الهيئة وعلى خطابها يحاربوا بها من أرادوا وصاحب جمعية يريد هذه الزعامة ليضيف إلى المدرسة التي بناها سابقا وأن يفرض خطابه مع ما فيه من قصر النظر والرعونة في التفكير وقد ترك لزوجته أن تنهش في لحوم العلماء بالكلام البذيء والتكفير والتفسيق، كنا نحسب أن اللقاء سيصقل القلوب ويقرب وجهات النظر ويؤسس لتقارب حقيقي وإذا الموضوع بخلاف ذلك وإنما هو محاولة لاقتسام النفوذ والمكاسب بين بعض هذه الأجنحة السلفية والجماعة الإسلامية ولهذا الجماعة تداري جدا السلفية وتراعيهم ولو على حساب ما يخالف فكرها وقنعاتها إما لأن الجماعة تشعر بالضعف وتراجع دورها أو هو اتفاق المصالح الذي كان في مصر وانتهى أن السلفية باعوا الإخوان واكتشفنا أن هناك لوبي في هذه الهيئة يريد من خلالها أن ينفذ دورا في الهجوم على دار الفتوى والطعن والتشهير برجالها بالإشاعة والظن والتخمين والعجيب أنهم اتهموا رموزاً في دينهم وسلوكهم وعندها طالبناهم بالبينة كان الجواب حدثني فلان، أو قالوا وليس هناك من بينة وعندما طالبناهم بالبينة أو أن يكفوا عن ذلك اتخذونا أعداء علماً أن هؤلاء قضاة شرع وأحدهم أتي به الرئيس لحود وكما ذكر هو في أكثر من مناسبة ولا شك وسط هذا وسط رجال من أهل الغلو والتطرف التي لا يتفق مع العلم والفقه والدين كان صوت العقلاء والعلماء القلة يحضر حيناً ويغيب أحيانا.

ومع إصرار الذين يريدون محاربة دار الفتوى أو أولئك المغالين والمتهورين كان بعض العقلاء يجمالهم بل إن الجماعة الإسلامية أصبحت بموقفين موقف يدفع ضد التوافق في دار الفتوى وموقف للسياسين يجاملون به (أو أن الجماعة أصبحت بأكثر من رأس وهذا مما يؤسف ويحزن) وظهر موقفها وعندما حاول البعض أن يستبق الأمور والانتخابات أو الاتفاق على المفتي وأصدر بيانا باسم الهيئة دون علم الهيئة وعلم الرئيس أصدرت بيانا يبت فيه أن الهيئة ليس من وظيفتها خرق الإجماع والاتفاق السني ولا من وظيفتها تفريق الصف. قامت قيامة هؤلاء وأخذوا يحرضون العوام وأشباه العوام في الهيئة وهم نسبة كبيرة إذ تبين أن الهيئة تحاول تكثير سوادها بإصحاب اللحى على أنهم من العلماء وهم ليسوا من العلم في كثير ولا قليل ولهذا نجد في موضوع الانتساب يمكن أن ينتسب من لا يحمل شهادة شرعية بحجة ان يزكيه اثنين أو ثلاثة من مجلس الشورى. فالذي يكون جماعة يزكيه ثلاثة من الجماعة فيصبح عضواً وبهذا يكثرون سوادهم في الهيئة والسلفية يزكون السلفي الذي لا يحمل شهادة وبهذا يكثرون سوادهم في الهيئة من أجل الهيمنة على قرار الهيئة والسيطرة على في الانتخابات.

فكيف من لا يحمل شهادة يكون في هيئة العلماء وكيف يكون من يحمل شهادة ثانوية عالما والعلماء على الحقيقة أندر من الكبريت الأحمر.

وأكثر ما صدمني في الهيئة حديثهم عن العلماء وغيرهم بما لا يقره عقل ولا دين وبألفاظ بذيئة ونابية قد لا يتكلم ابناء الشوارع بحق عامة الناس وعندما تقول لأحدهم هذا الأمر لا يجوز يعتبرك متزلفا وتحابي على الحق علما أن من تدافع عنه لا يعلم وهو غير موجود أصلا.

والعجيب أن يكون من هؤلاء في القضاء أو من أبناء حركة إسلامية تعتبر نفسها نموذجا في الفهم والاعتدال والوسطية.

ثم إذا كنت منفتحا ولو على المعتدلين من الطوائف الأخرى تتهم في دينك، وفي عقيدتك، إذا أنصفت الجيش في موقف محق فأنت قد انحرفت عن ثوابت الهيئة وارتكبت منكرا علما أن الجميع يتزلف على أبواب الضباط هنا وهناك والعجيب أن ترى من هؤلاء من يأكل لحم بعض المرجعيات الدينية والسياسية ثم تجده على موائدهم أو يذهب إليهم متزلفا متظارفا أن الهيئة بهذه الحالة هي غطاء لجماعات لها أهداف معينة.

وهي حالة جمهور من العوام فيهم عدد ضئيل من أهل الفضل. وهي حالة نفعية لجماعات وأشخاص. ولهذا نرى لا بد من الإعلان عن إنشاء هيئة العلماء في لبنان، تقوم : على الخطاب المعتدل والوسطية وتعزيز دور المرجعية الدينية والنصح لها، الحوار والنصح مع المرجعية السياسية لا يكون في هذه الهيئة من لم يكمل المرحلة الجامعية، متابعة القضايا التي تهم الساحة السنية والوطنية،الاهتمام بالبحث العلمي،الحوار والجدال بالتي هي أحسن، متابعة قضايا المظلومين الإسلاميين وغيرهم تحقيقا للعدالة ومحافظة على كرامة.

هذا إلى أن يتم إنشاء هيئة كبار العلماء من قبل دار الفتوى تقوم بكل ذلك وأكثر عندها لا مبرر لهيئات تكون مطية للاستغلال من قبل الجماعات والأفراد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى