شؤون دولية

الولايات المتحدة تقوم بعمليات سرية اشبه بالاعمال الإرهابية: نعوم تشومسكي

usa s

رسميا: الولايات المتحدة هي الدولة الارهابية الرائدة في العالم، وهي فخورة بذلك.

هذا الموضوع تناولته صحيفة نيويورك تايمز يوم 15 اكتوبر، في تقرير بعنوان “المساعدات التي تقدمها “السي أي إيه” سرا لحركات التمرد قلما تنجح”.

ذكرت الصحيفة ان هناك تقريرا سريا “للسي آي إيه” يؤكد أن المساعي الي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية قلما تنجح، مضيفة أن هذه المراجعة التي لا تزال سرية، هي واحدة من عدة دراسات “للسي آي إيه” جرت بين عامي 2012 و2013 وخلصت إلى أن كثيرا من المحاولات التي قامت بها الوكالة في الماضي لتسليح القوى الخارجية بشكل سري كانت نتائجها قصيرة الأمد ولم يكن لها أي تأثير ايجابي على الصراع القائم.

وأعطى أوباما إذنا لـ”سي آي إيه” للبدء ببرنامج تسليح المتمردين في بعض الدول العربية التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي، ويهدف من خلال البرنامج الى تدريب ما يقرب من 5 آلاف مقاتل سنويًّا.

الفقرة الأولى من تقرير نيويورك تايمز استشهدت بثلاثة أمثلة رئيسية “للمساعدات السرية”: أنغولا ونيكاراغوا وكوبا. في الواقع، كانت كل حالة تمثل “عملية إرهابية بذاتها”.

وقال نيلسون مانديلا في المؤتمر الوطني الأفريقي في العام 1988 ان واشنطن غزت أنغولا وجنوب أفريقيا، بهدف الدفاع عن نفسها من “أكثر الجماعات الإرهابية تطرفا” في العالم .

إدارة ريغان هي وحدها تقريبا من دعمت نظام الفصل العنصري، حيث قدمت واشنطن الدعم لليونيتا جوناس سافيمبي في أنغولا، وواصلت القيام بذلك حتى بعد خسارة سافيمبي في الانتخابات الحرة، وعلى حد تعبير ماراك غولدينغ، السفير البريطاني في أنغولا فان سافيمبي هو “الوحش الذي ادت شهوته للسلطة الى جلب البؤس لشعبه”.

عواقب الصراع الافريقي كانت مريعة… – ذكرت الأمم المتحدة في العام 1989 ان الصراع في جنوب أفريقيا أدى إلى وفاة 1.5 مليون شخص-. ولم تحل الازمة الا بوضع القوات الكوبية يدها على المنطقة وضرب المعتدين وإجبارهم على الانسحاب من ناميبيا التي استولوا عليها بشكل غير قانوني.

في كوبا، بعد محاولة غزو خليج الخنازير الفاشلة من جانب القوات التي دربتها وكالة المخابرات المركزية من الكوبيين المنفيين لغزو جنوب كوبا وقلب النظام على فيدل كاسترو، أطلق الرئيس جون كنيدي حملته القاتلة والمدمرة للقضاء على “أهوال الأرض” في كوبا – على حد تعبير المؤرخ آرثر شليزنجر، في كتابه السيرة شبه الرسمية لروبرت كينيدي، الذي تولى مسؤولية الحرب على الإرهاب.

ارتكبت بحق كوبا جرائم فظيعة وصلت إلى ذروتها في انتفاضة أكتوبر العام 1962، حيث واجهت الولايات المتحدة الاتحاد السوفيتي المتحالف مع كوبا في أكتوبر 1962 ضمن أحداث الحرب الباردة، وكانت هذه الازمة واحدة من أشد المواجهات خلال الحرب، وكادت أن تؤدي لقيام الحرب النووية، واعترف وزير الدفاع الاميركي روبرت ماكنمارا في وقت لاحق أنه لو كان الزعيم الكوبي “لتوقع الغزو الاميركي“.

واستمرت الهجمات الإرهابية الأمريكية ضد كوبا لأكثر من 30 عاما، وكانت التكلفة قاسية على الكوبين.

حصيلة الحرب الإرهابية كبيرة وذلك بسبب الحصار الذي يستمر حتى اليوم. ففي 28 أكتوبر وللمرة الـ 23 دعت الامم المتحدة “الى ضرورة إنهاء الحصار الاقتصادي والحصار التجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا، التصويت جاء بنسبة 188 مقابل 2 (أي الولايات المتحدة وإسرائيل).

حتى الآن تجد بعض الاصوات المعارضة للحظر في الولايات المتحدة، تجدها في كتاب “خيارات صعبة” لهيلاري كلينتون، وفي كتاب “الحرب الاقتصادية ضد كوبا للباحث الفرنسي سليم العمراني والذي استعرض فيه التكاليف المريرة للكوبين.

ولا بد من ذكر الحرب على نيكاراغوا… الحرب الإرهابية التي ادين فيها الرئيس رونالد ريغان من قبل محكمة العدل الدولية، التي أمرت الولايات المتحدة بإنهاء حربها “الا مشروعة”، ودفع تعويضات للشركات الكبرى.

وقد ردت واشنطن من خلال تصعيد الحرب في العام 1986 معترضة على قرار لمجلس الامن الدولي يدعو جميع الدول – بما فيها الولايات المتحدة – إلى احترام القانون الدولي.

مثال آخر على الإرهاب هو قيام وحدة إرهابية من الجيش السلفادوري -تم تسليحها وتدريبها من قبل الولايات المتحدة وتقتضي بأوامر القيادة العسكرية العليا- باغتيال الكهنة اليسوعيين في سان سلفادور خلال الاحتفال بيوم 16 نوفمبر، واقتحام الجامعة اليسوعية وقتل الكهنة ومدبراتهم وبناتهم.

توج هذا الحدث “الحرب الارهابية” التي تقودها الولايات المتحدة على أميركا الوسطى منذ العام 1980، على الرغم من أن الآثار لا تزال تلاحق “المهاجرين غير الشرعيين” الفارين من تبعات هذه المذبحة، ويجري ترحيلهم من الولايات المتحدة للبقاء على قيد الحياة.

واشنطن برزتكبطلة العالم في “توليد الإرهاب”. المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية بول بيلار حذر من “تأثير الاستياء-على فعاليةالضربات الأميركية” في سوريا، وكل ما يمكن أن تقوم به هو تحفيز الجماعات الجهادية كجبهة النصرة وداعش على الوقوف ضد التدخل الأمريكي وتصوير الحرب على انها ضد الاسلام.

هذا النتيجة مألوفة بالنسبة للولايات المتحدة التي ساعدت على انتشار الجهاد من أفغانستان إلى جزء كبير من العالم.المجموعة الجهادية الاكثر اخافة الان هي “الدولة الإسلامية”.

وقال عضو وكالة الاستخبارات المركزية غراهام فولر “أعتقد أن الولايات المتحدة هي واحدة من المبدعين الرئيسيين لهذه المنظمة” “وإن الولايات المتحدة لم تخطط لخلق داعش، انما التدخلات المدمرة في الشرق الأوسط والحرب على العراق كانت من الأسباب الرئيسية لولادة داعش“.

إلى هذا نضيف أكبر حملة إرهابية في العالم هي: “مشروع أوباما العالمي لاغتيال “الإرهابيين” وذلك عبر الهجمات التي تشنها الطائرات بدون طيار وعبر القوات الخاصة.

غلوبال ريسيرتش

ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد-ناديا حمدان

http://www.informationclearinghouse.info/article40129.htm

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى