استطلاع “الدولية للمعلومات”: “داعش” و”النصرة” مصدر التهديد
يعيش اللبنانيون، باختلاف مناطقهم وانتماءاتهم الطائفية والسياسية هاجساً أمنياً كبيراً، مصدره الأساسي ما يجري في سوريا وانتقاله إلى لبنان سواء عبر السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون والتي تصيب مناطق معينة أو عبر الاشتباكات بين المجموعات الارهابية المتطرفة اللبنانية والسورية من جهة والجيش اللبناني من جهة أخرى. ويأتي الانقسام السياسي وشغور موقع الرئاسة ليزيد المشهد الأمني تأزماً.
أجرت «الدولية للمعلومات» استطلاع رأي عينة من 500 لبناني ولبنانية حول الأوضاع الأمنية، بواسطة الهاتف في الفترة بين 20 – 21 تشرين الأول 2014، وتوزع المستطلعون تبعاً للأقضية ولحجم التمثيل الطائفي لكل طائفة.
وقد وصفت الأكثرية الساحقة من المستطلعين (79 في المئة) الوضع الأمني بالسيئ والمتدهور، واعتبره 17 في المئة مقبولاً، واعتبرت فقط نسبة 4 في المئة أن الوضع جيد.
هذا الموقف من الوضع الأمني يشكل عنصر إجماع بين اللبنانيين إذ لا توجد اختلافات كبيرة في الموقف تبعاً للانتماء الطائفي مع تسجيل فوارق بسيطة بين المسلمين والمسيحيين. إذ ارتفعت النسبة قليلاً لدى المسيحيين الذين وصفوا الوضع بالسيئ والمتدهور مقارنة بالمستطلعين المسلمين، إذ بلغت النسبة على التوالي: 92 في المئة (كاثوليك) و82 في المئة (موارنة) و79 في المئة (أرثوذكس)، بينما كانت عند المسلمين على التوالي: 87 في المئة (شيعة) و76 في المئة (سنة) و72 في المئة (دروز).
تعددت مصادر التهديد التي يعتبر اللبنانيون انهم يتعرضون لها، لكن أكثرية 36 في المئة من المستطلعين اعتبرت المصدر الأساسي للتهديد الذي يتعرض له لبنان هو جبهة «النصرة» و«داعش» معاً، واعتبر 14 في المئة أنها «داعش»، فيكون مصدر التهديد هو من «داعش» و«النصرة» تبعاً لـ50 في المئة، أي نصف اللبنانيين المستطلعين، 11 في المئة إسرائيل، 7 في المئة رجال السياسة. وتوزعت إجابات 27 في المئة على جهات مختلفة حازت كل منها على نسبة اقل من 4 في المئة وأجاب 5 في المئة «لا اعرف».
وتبعاً للطائفة برزت بعض الفروقات، إذ إن «داعش» و«النصرة» هما مصدر التهديد الأساسي لدى أكثرية المستطلعين المسيحيين والشيعة والدروز والعلويين، بينما تتراجع النسبة لدى المستطلعين السنة وفقاً لما هو مبين في الجدول رقم 1.
والجدير بالذكر أن نحو 10 في المئة من المستطلعين السنّة ذكروا «حزب الله» كمصدر تهديد أساسي للبنان، بينما تنخفض هذه النسبة كثيراً، أو قد تكون معدومة، لدى الطوائف الأخرى.
تكثر الأخبار والأقاويل عن انتشار السلاح بين اللبنانيين وقيام أحزاب بتوزيع السلاح على أبناء عدد من القرى والبلدات والأحياء لتوفير الحماية والأمن الذاتي، أو إقدام أفراد على شراء السلاح لتوفير الحماية الذاتية، لكن نتائج الاستطلاع لم تظهر هذا الأمر إما لرغبة المستطلعين بإخفاء الحقيقة أو أن في أمر انتشار السلاح مبالغة وتضخيما لأسباب سياسية وحزبية.
فقد أفادت أكثرية 43 في المئة من المستطلعين انهم يعارضون وجود السلاح في بيوتهم، وذكر 23 في المئة انهم لم يتخذوا أية خطوات لتوفير الحماية، ما يرفع النسبة إلى 66 في المئة من المستطلعين الذين يعتبرون «مسالمين». بينما يفكر 15 في المئة باقتناء السلاح لتوفير الدفاع عن أنفسهم، وأفاد 13 في المئة أن لديهم سلاحا ولا حاجة إلى سلاح جديد، أي أن هناك 28 في المئة (أكثر من ربع اللبنانيين) إما لديهم سلاح أو يفكرون باقتناء السلاح، وكانت إجابة 5 في المئة اعتمادهم خيارات أخرى. وأجاب 1 في المئة بـ«لا جواب» (انظر الرسم رقم 1)
أجمعت أكثرية 67 في المئة من المستطلعين عن ثقتهم بالجيش اللبناني لتوفير الحماية لهم، ويعتمد 15 في المئة على حمايتهم الذاتية، ويعتمد 17 في المئة خيارات أخرى حزبية أو محلية، وأجاب 1 في المئة لا اعرف.
في الخلاصة، يتبين أن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين خائفة وقلقة من الأوضاع الأمنية، وأن مصدر التهديد الأساس بالنسبة لنصف اللبنانيين هو «داعش» و«النصرة». وفي مواجهة هذا الخطر، فان الأكثرية لم تعتمد أية تدابير لأنها تثق بحماية الجيش اللبناني، بينما نحو ربعهم لديهم سلاح أو يفكرون باقتنائه وفقاً لإجاباتهم. والأهم أن المستطلعين لا يرون، في أغلبيتهم، إسرائيل كـ«مصدر تهديد أساس»، إذ حلّت «النصرة» و«داعش» أولاً، وفي هذا رمزية كبيرة عندما نأخذ بالاعتبار اصطفافات اللبنانيين الطائفية في تحليلاتهم لهذه الظواهر.