بقلم ناصر قنديل

أرعبتْنا الجامعة العربية وأصابنا الذعر!

nasser

ناصر قنديل

الواضح أن المستهدَف بالحملة السعودية لتوصيف حزب الله بالإرهاب ليست موجّهة ضد ما يمثل في العلاقة مع إيران ولا في الهوية الطائفية، فللأولى عنوان مباشر، وإيران دولة موجودة والأسهل قطع العلاقات معها من دول تدّعي الحزم والمهابة والقوة والنخوة والقدرة والاستطاعة والتحدّي وتستعرض جيوشها وتقيم المناورات، وتقول الرسالة وصلت لمن يعنيه الأمر، وهم عندما وصلوا لقطع العلاقات بإيران تهرّبوا وتراجعوا وبقيت السعودية وحيدة ومعها البحرين، وتلقت الرياض مشاريع وساطة بدلاً من قرارات التضامن، وللثانية عنوان هو إضافة لإيران المرجعية النجفية في العراق، وللعراق حكومة ويجدر بالذين أرادوا توصيف حزب الله والحشد الشعبي لصفتهما المذهبية بالإرهاب النيل من مكان وموقع هذه الصفة بقطع العلاقات مع العراق، لكنهم استمعوا لوزير خارجيته «يمسح بهم الأرض» وكل ما تمخّض عنه زعيمهم السعودي هو الانسحاب من الجلسة .

يستهدفون حزب الله كحزب مقاوم، حسناً، ولهذا لم يستهدفوا إيران ولا العراق، إلا إذا أردنا القبول بنظرية أنهم جبناء، حاشاهم، واستهداف حزب الله كحزب مقاوم. وهذا يعني كما تقول طريقتهم، أنهم أيضاً «تخاذلوا» عن إصدار قرار تصنيف بل اكتفوا بالتوصيف في سياق فقرة فرعية من البيان تختبئ وراء فقرة عن بلد عربي، درجت العادة أن يقبل الآخرون بالصيغة الإنشائية التي يقدّمها البلد المعني، ومَن يرفض يتحفظ، لأن التوصيف لم يرد في متن البيان، فمن كان المتبرّع بالفقرة؟ «ليس في الميدان إلا حديدان». البحرين يتحدّث عن استهدافه بأعمال إرهابية ويتهم حزب الله ويصفه بالإرهاب. وهذا اللف والدوران لا يدلّ على قوة وشجاعة ومقدرة الفاعلين بمقدار ما يكشف هزالهم وضعفهم وجبنهم وخوفهم وأنهم أضعف من أن يتخذوا قراراً بالمواجهة.

المهم أنهم قالوها ولو مواربة وبالاحتيال، وأن هذه المواربة وهذا الاحتيال شكلا مخرجاً للتبرير بالنسبة للحكومات التي ستسائلها شعوبها عن سبب القبول أو الصمت، لكنهم قالوها بحق حزب مقاوم ولم يقولوها من قبل مرة بحق إسرائيل. فقمة ما قالوه عنها، كان تعبير العدو الإسرائيلي، وقد اشتاقت البيانات الصادرة عن الجامعة العربية للكلمة منذ زمن طويل، وهم تجاهلوا احتلالها وعدوانها واتخذوها صديقاً، وانتهى الأمر.

الآن وقد فعلوها ماذا بعد، هل أخافونا وأصابونا بالذعر والرعب نحن أهل المقاومة؟

السؤال مرتجع لسؤال آخر، هل تسببت هذه الجامعة يوماً أو تتسبب اليوم بالرعب أو الذعر لإسرائيل؟

الجواب معلوم لدى القاصي والداني بالنفي المطلق.

السؤال الثاني المشفوع على الأول، هل خشي أهل المقاومة إسرائيل وأصابتهم بالرعب والذعر؟

الجواب معلوم لدى القاصي والداني بالنفي المطلق.

الحصيلة أن بيان الجامعة أو قرارها، توصيفها أو تصنيفها، وقعه كوقع انسحاب رجل منافق اسمه «حنون» من المسيحية وانضمامه للإسلام طلباً للتكسب، كما وصفه قول الشاعر العربي:

لا زاد حنون في الإسلام خردلة

– ولا ضرّ المسيحية خسران حنون

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى