شؤون لبنانية

السيد نصرالله : سفينتنا الثانية ستبحر خلال أيام وسنكسر السوق السوداء ونخفف المعاناة

 

اعتبر الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن “سر قوّة مسيرة المقاومة أنها لم تنطلق في يوم من الأيام لتفتش عن مكاسب هنا او هناك”.

وفي كلمة له في ذكرى مرور اسبوع على شهادة القائد الحاج عباس اليتامى (ابو میثم) قال سماحته :” الشهيد عباس التحق بالمقاومة وله من العمر 17 سنة في ريعان الشباب وسرعان ما اتضحت أمام رفاقه صفاته الشخصية من الأخلاق والتدين والصبر، وهو  بدأ في حزب الله مقاتلاً ثم تولى التدريب في البقاع وثم انتقل إلى البقاع الغربي والجبهات وانتقل إلى الجنوب وشارك في العمليات الميدانية، وكان من رفاق القادة العسكريين في المقاومة الذي رحلوا من الشهيد القائد الحاج عماد مغنية ومن تبعه وهم بدأوا في مسيرهم الميداني وراكموا التجربة واكتسبوا العلم فازدادوا كفاءة”.

واضاف سماحته “كان الشهيد عباس اليتامى من القادة العسكريين الذين شاركوا في حرب تموز في جنوب لبنان وهو من كتب رسالة المجاهدين في هذه الحرب وهو يعبر عن إخلاصه وجهاده لأن كل إناء ينضح بما فيه، وهوكان مسؤولاً عسكرياً في المنطقة الخامسة وكان من أوائل القادة الذين التحقوا بالجبهات في سوريا وقد ذهب إلى أخطر الأماكن إلى مدينة حلب إلى المدينة المحاصرة إلى المطار المحاصر إلى طريق أثريا خناصر،و كان أيضا قائد الميدان إلى جانب القادة الكبار في معركة الجيش السوري والمقاومة والجنرالات الإيرانيين في سوريا وفي مقدمتهم الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، وهو عمل بقوة مع القائد الحاج سليماني والقائد الشهيد مصطفى بدرالدين عندما كان يتولى قيادة قوات حزب الله في سوريا”.

وتابع السيد نصرالله “كان دائماً في قلب الحصار وكان دائماً في الخطوط الأمامية وفي دائرة الخطر وشاءت الأقدار أن تبقى راية النصر في يديه حتى تحققت كل هذه الانتصارات، وبقي طاهراً نقياً صافياً وكانت عاقبته حسنة ولم تهزه الزلازل ولا العواصف ولا الفتن ولا التشكيكات لأنه كان يملك كل هذا العقل الكبير وكل هذا القلب الكبير”.

واعتبر سماحته ان”الحاج عباس اليتامى واخوانه هم شهود على أن أهل هذه المنطقة احتضنوا هذه المسيرة واعطوها خيرة شبابها وليس غريباً أن تجد ابن الهرمل وابن بعلبك وابن البقاع في الخطوط الأمامية في جنوب لبنان وأن يكون في الخطوط الأمامية في سوريا، هو وأخوانه وأهل بعلبك الهرمل ذهبوا إلى الحدود الجنوبية ليدافعوا عن لبنان وعندما جاءت الجماعات التكفيرية إلى السلسلة الشرقية لم يترددوا ولم ينتظروا أحدا ليدافعوا عن كل لبنان وهم يشاهدون سكوت الدولة اللبنانية، أهل البقاع كانوا يعانون من العمليات التفجيرية والمفخخات فحملوا السلاح ودافعوا عن أرضهم مع العلم أن هذه المنطقة لم تجد من الدولة منذ تأسيسها إلا الإهمال وأهل المنطقة لم يقدموا إلا الوفاء والتضحية من أجل لبنان”.

وأردف سماحته بالقول :”هم يظنون اننا نسعى للدنيا وهم لا يستوعبون حتى الآن كيف أننا ننتمd لإسلام محمد وآل محمد (ص) ولثقافة كربلاء الحسين (ع) ونحن أبناء هذه المدرسة وشباننا يتعلمون من القاسم (ع) كيف يكون القتل في سبيل الله أحلى من العسل”.

وحول الاوضاع والتطورات لفت السيد إلى أن “الطائرات الاسرائيلية تقصف من سماء لبنان وتعرّض طائرات مدنية للخطر، وهذا  لا تستحق لا من السياديين ولا من الحياديين حتى كلمة”.

واعتبر السيد ان “السفيرة الأميركية والسفراء المتعاقبون يديرون كل المعركة ضد المقاومة والقوى الوطنية الحقيقية والمعلومات والوثائق ووثائق ويكيليكس تقول ذلك وكيف يتدخل هؤلاء بالتفاصيل اللبنانية ويتدخلون بالانتخابات وبالتعيينات وكل شيء ومن 2005 تحاول السفارة الأميركية إدارة المعركة وراهنوا في 2006 على سحق المقاومة وفشلوا وراهنوا في 2008 على الصدام بين المقاومة والجيش تحت عنوان نزع سلاح الإشارة وفشلوا،وجاءت الحرب الكونية على سوريا وجاءت التفجيرات وفشلوا، وبالتمويل فشلوا عندما اعترفوا أنهم أنفقوا 500 مليون دولار لتشويه حزب الله”.

وأضاف”الولايات المتحدة الأميركية والسفارة الأميركية تتحمل مسؤولية الحصار في لبنان وهي تتدخل في كل شيء من شركات المحروقات إلى شركات الأدوية وتتدخل مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب وأيضاً تتدخل مع البلديات”.

وتابع سماحته” الأميركيون والسعوديون عملوا خلال السنوات الماضية على جر البلاد على حرب أهلية لكنهم فشلوا وحاولوا جرنا إلى صدام وفشلوا فلجأوا إلى البديل وهو التفتيت وبدأوا بذلك منذ 19 تشرين “.

ورأى السيد أن ” الأمر يتجاوز تأليب بيئة المقاومة على المقاومة وما يحدث أكثر منذ ذلك وهو ضرب الحياة اللبنانية عبر ضرب اللبناني في حياته وعيشه وبيته وهذا ما تديره السفارة الأميركية”.

وتابع “بعد أن يئس الأميركيون من الأحزاب لجأوا إلى الـNGOs وتحت تاثير غياب الأمن الاجتماعي يلجأون إلى الحكومات التي يريدونها ويأخذون لبنان إلى التفريط بحقوقه وإلى الذهاب للتطبيع مع العدو الإسرائيلي”.

وأضاف “لا يوجد شيء اسمه عقوبات دولية على إيران وإنما فقط عقوبات أميركية لكن للأسف بعض المسؤولين اللبنانيين يخافون من أميركا أكثر مما يخافون من الله”.

وعن البواخر القادمة من ايران اعلن السيد نصرالله ان “سفينتا الثانية ستبحر خلال أيام قليلة إلى لبنان والموضوع ليس موضع سفينة أو سفينتين وسنواصل هذا المسار طالما بقي الوضع في لبنان هكذا وطالما البلد محتاج”.

وأوضح أن “ما سنأتي به هو للبنان ولكل اللبنانيين وليس لحزب الله أو للشيعة أو لمنطقة دون غيرها والهدف هو مساعدة كل اللبنانيين وكل المناطق اللبنانية وليس مساعدة فئة دون فئة”.

وأكد اننا “نحن لسنا بديلاً عن الدولة اللبنانية وعن الشركات التي تستورد المشتقات النفطية ولسنا ننافس أحداً”، معتبرا ان”شعبنا يذل ونحن لا نقبل أن يذل ونحن نريد أن نخفف معاناة وفي بالأمور الثانية ما نقدر عليه سنساعد”.

ولفت سماحته الى”تقارير تؤكد أن الموجود في الشركات الرسمية عشرات الملايين من ليترات البنزين وعشرات الليترات من المازوت ومحطات المحروقات تبقي جزءاً كبيراً من المخزون لتستفيد من السعر لاحقاً”.

وعن كلام السفيرة الاميركية عن الغاز المصري والكهرباء الاردنية اعلن سماحته اننا لا نمانع اذا تم المشروع بل هو يعني انكسار الحصار ورأى سماحة السيد أن “استجرار الغاز المصري يساعدنا في تشغيل الطاقة الكهربائية في لبنان كما يساهم في كسر قانون قيصر ويحل مشكلة كبيرة في أزمة الكهرباء في لبنان”.

وأضاف ” أهلاً وسهلاً بكل مسعى يؤمن الكهرباء في لبنان واي أحد يريد أن يساعد لبنان نرحب بذلك، وخطوة استجرار الغاز المصري بحاجة إلى مفاوضات وقبول من البنك الدولي وبحاجة إلى التفاوض مع سوريا، يجب على الدولة اللبنانية أن تتعامل مع الدولة السورية باحترام لتأمين خطة استجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية.”

واردف قائلا:” السفيرة الأميركية تبيع الوهم في موضوع استجرار الغاز المصري والأمر كان يعمل عليه من سنوات فالمصريون جاهزون والأردنيون جاهزون ومن يمنع المشروع عبر سوريا هو الفيتو الأميركي”.

واعتبر سماحته اننا “نستطيع أن نستغني عن استيراد المحروقات إذا ما تم التنقيب عن النفط والغاز في قبالة الشواطيء اللبنانية، وإذا كان هناك شركات لا تريد الحفر لاستخراج النفط والغاز من المياه الاقليمية فنحن جاهزون للاستعانة بشركة ايرانية ولديها خبرة كبيرة”.

واكد سماحته ان “مشهد الجدار في غزة الذي فيه فتحة يمد منها الجندي الإسرائيلي بندقية ومشهد المسدس الذي يطلق النار يجب أن يدخل التاريخ”.

وختم السيد “نحن دخلنا هذه المعركة بأمل بعزم ويقين وعندما نؤدي تكليفنا فإن الله سيفتح لنا أفاقاً لا تخطر على بال أحد”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى