بقلم غالب قنديل

البلادة السياسية بين الانتظارية والغربة عن الشعب


غالب قنديل
لاتتسق الكارثة ونتائجها مع ايقاع الأداء السياسي والاعلامي الذي ما زال يغزل على منوال المماحكات السقيمة واجترار المفاهيم البالية وتكرار الوصفات البليدة ويتوغل الناتج الاعلامي في كواليس اتصالات خارجية وداخلية تحركها خطط استثمار الكارثة الناشئة بدلا من تطوير النقاش والحوار بالتركيز على سبل البحث عن حلول واقعية.
أولا معظم الحراك الظاهر في مناخ الانهيار يتوخى العمل في خدمة توجهات بعيدة كليا عن انقاذ لبنان وشعبه ومنفصمة بالمطلق عن معايير الاستقلال والسيادة وفي بعض محركاتها شبهة المس بالقوة الوطنية التي جسدت تلك القيم عندما حررت الارض المحتلة ثم تعاظمت قدراتها حتى ردعت الكيان الصهيوني وأرغمته على اجراء حساب كلفة حروبه ومغامراته فحولته الى بوق تهويل عندما حكمته برعب ردها المهلك وكلفته العالية.
عدا عن العار الاخلاقي وشبهة الخيانة والغدر فان هذا المنطق وبعد خطاب قائد المقاومة ينطوي على جرم مضاعف فقد عرض سيد الوعد الصادق خططا واقعية وممكنة في السير بشراكات شرقية توفر انقاذا سريعا ونهوضا عاجلا وتحمل تطلعات واعدة هائلة المردود دون ادارة الظهر للغرب الذي يحاول عبيده زرع الهلع من تبعات التوجه شرقا.
ثانيا ليس السير بالوصفات الاميركية الغربية المسمومة سوى خيار قاتل يستكمل دفع البلاد في هوة سحيقة اقتصاديا وماليا وسياديا وتحاول القوى الرجعية والأبواق العميلة ان تشل التفكير في البدائل الشرقية عبر التضليل والتشويه والتوهين خصوصا عبر التهويل بالعقوبات الاميركية التي تعترض طريق الشراكات الممكنة والمسعفة مع ايران وسورية والعراق وهذه الدول الشقيقة كما اصدقاء الشرق في روسيا والصين يظهرون كامل الاستعداد والرغبة في انشاء شراكات مهمة غير مكلفة تعزز القدرات والقيم التفاضلية وتفتح للبنان افق الشرق الواسع ولكن الجدران الرجعية الغليظة السياسية والافتراضية تسد الطرق وتحبط امكانات كثيرة للانقاذ والنهوض والنمو.
ويقينا سيكون من عناصر مفاقمة الكارثة ابقاء البلد حبيس الهيمنة اللصوصية الغربية وقيودها الخانقة.
ثالثا ان التصميم على الاساليب القديمة والمجربة قي التفكير والعمل بات مكلفا للغاية وهو بمثابة تفعيل مضاف لوطأة الكارثة المقيمة المستفحلة وهنا ندعو الى ثورة وانتفاضة منهجية في العمل الوطني ونتوجه الى جميع اطراف الحلف الوطني الى خطوة عاجلة تضع سائر الخيارات المتاحة والمتداولة على طاولة النقاش والمفاضلة من زاوية المصلحة اللبنانية وليطلقوا مباريات العروض التفاضلية في الشراكة وسيكتشفون سخاء وندية الفرص الصينية والروسية والعراقية والايرانية والسورية وكيف سيتلقف الغرب مؤشرات التوجه شرقا بالتخلي عن الكثير من قيوده وشروطه في التعامل مع لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى