الصحافة الإسرائيلية

من الصحف الاسرائيلية

 

اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع قادة معسكر اليمين، وأعلنوا أنهم سيبقون موحدين في معارضتهم لـ”حكومة اليسار” حسب وصفهم لحكومة تشكلها “كتلة التغيير”، بعدما كلّف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، رئيس حزب “ييش عتيد” يائير لبيد بتشكيل الحكومة يتوقع أن يرأسها في النصف الأول من ولايتها رئيس حزب “يمينا”، نفتالي بينيت.

وشارك في الاجتماع إلى جانب نتنياهو كل من رئيس حزب شاس، أرييه درعي ورئيسي كتلة “يهدوت هتوراة”، يعقوب ليتسمان وموشيه غفني، ورئيس الكنيست، ياريف ليفين، وتغيب رئيس قائمة الصهيونية الدينية والفاشية، بتسلئيل سموتريتش، عن الاجتماع بسبب وعكة صحية.

اعتبر محللون إسرائيليون أن حركة حماس تسعى إلى وضع “معادلة جديدة” في صراعها مع إسرائيل، وذلك على خلفية التوتر في القدس بسبب الاستفزازات الإسرائيلية في البلدة القديمة ومحاولات اقتلاع وتهجير مقدسيين في حي الشيخ جراح لصالح المستوطنين.

وكان الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، نقل عن قائد القسام، محمد الضيف، تأكيده أن “قيادة المقاومة والقسام ترقب ما يجري عن كثب”. وأضاف في بيان أن “قائد الأركان يوجّه تحذيرا واضحا وأخيرا للاحتلال ومغتصبيه، بأنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسيدفع العدو الثمن غاليا“.

ونقل المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل عن رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في مركز ديّان في جامعة تل أبيب، د. ميخائيل ميلشتاين، قوله إن إعلان الضيف يعكس تطلع حماس إلى معادلة جديدة في تعاملها مع إسرائيل. وأضاف أن إطلاق 36 مقذوفا وقذائف هاون من قطاع غزة، قبل أسبوعين، كان مؤشرا من جانب حماس على خلفية التوتر في القدس، الذي تمحور حينها حول باب العمود والتخوف الفلسطيني من أن إسرائيل ستحاول فرض قيود على وصول المصلين إلى الحرم القدسي.

وأضاف ميلشتاين أن “إعلان الضيف يؤكد أن حماس مستعدة للرد في سياقات ليست دينية أيضا. وفي خلفية ذلك تطلع الحركة إلى تصعيد الأجواء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) إثر تأجيل الانتخابات. وتسعى حماس إلى إصارة حالة غليان في الشارع الفلسطيني، وفيما تصور نفسها كحامية المصالح الفلسطينية وفي مقدمتها الدفاع عن القدس.

وأشار هرئيل إلى أنه في أعتاب إطلاق المقذوفات، ليلة 22 نيسان/أبريل الماضي، هددت إسرائيل حماس برد شديد. “وعمليا، جرى قصف عدد قليل من الأهداف العسكرية للحركة، من دون التسبب بضرر كبير. وتدخل الوسطاء من مصر وقطر وقيادة حماس التزمت بأن تفرض على مقاتليها والفصائل الأخرى وقف إطلاق نار كامل“.

وأضاف هرئيل أن الجيش الإسرائيلي قدم للمستوى السياسي توصية بشن عملية عسكرية واسعة، ويتم خلالها استهداف أهداف كثيرة لحماس. “ووزير الأمن (بيني غانتس) هو الذي قرر لجم رد الفعل، من أجل إعادة الهدوء بسرعة“.

وحسب هرئيل، فإنه في أعقاب عملية إطلاق النار عند حاجز زعترة، الأحد الماضي، وأسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين، “لا يرصد الجيش الإسرائيلي في الضفة احتمالا واضحا لموجة عمليات إيحائية وتقليدية، كما أنه لا يرصد موجة مظاهرات حاشدة. والمواجهة السياسية بين السلطة الفلسطينية وحماس، حول تأجيل الانتخابات التشريعية، لم تنزلق في هذه الاثناء لهجوم عنيف من جانب حماس ضد إسرائيل“.

وأضاف أن “القدس بقيت برميل البارود المركزي. وتوجد في المدينة حساسية مميزة، على خلفية الاحتكاكات المحلية وكثرة أيام الأعياد والمناسبات في الفترة القريبة المقبلة، حيث ستندمج ليلة القدر، التي يصعد فيها عشرات آلاف المسلمين للصلاة في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، مسيرة الأعلام للصهيونية الدينية حول أسوار البلدة القديمة في يوم القدس (ذكرى احتلال القدس) وبعدهما يوم النكبة”. وتابع هرئيل أنه “يبدو حاليا أن حماس لا تبحث عن مواجهة عسكرية في القطاع“.

واعتبرت محللة الشؤون الفلسطينية في صحيفة يديعوت أحرونوت شيمريت مئير، أن “حماس تدرك أن القدس هي الأمر الوحيد الذي ينجح بإشعال الشارع الفلسطيني. وهذا هو الخيط الأهم الذي يربط بين غزة والضفة، والموضوع الوحيد الذي ينجح بإعادة الفلسطينيين إلى العناوين، في إسرائيل والعالم عموما وفي العالم العربي خصوصا.

وأضافت مائير أن “الشبان الذين يحاربون من أجل الطابع الإسلامي للقدس ينجحون في إنشاء سردية جارفة، منافسة لتلك التي يضعها مؤيدو التطبيع مع إسرائيل وتحرجهم“.

وأشارت إلى أن حماس تحاول التركيز على النضال في الشيخ جراح، الذي يصل إليه الآن عشرات الافراد كل ليلة، وبينهم عرب من الداخل، وهو “في جوهره مقاومة لتهويد الحي وإبعاد المستوطنين عن بيوتهم. وهذا يحدث بعد أن انتهى النضال الشعبي عند باب العمود بانتصار فلسطيني ساحق. وإذا تراجعت إسرائيل، فإنهم (المقدسيون) سيضيفون علامة إكس إلى الحزام، وإذا لم تتراجع، فإنه ستكون لصواريخ حماس منذ الآن هدفا أنبل من تسريع الدولارات القطرية“.

وتابعت مائير أنه “إذا نجحت حماس بأن تفرض علينا ما تسميه ’معادلة جديدة’، وفي إطارها ترد بإطلاق صواريخ من غزة على أحداث لا تعجبها في القدس، فإنه يتوقع لنا، ولسكان الجنوب خصوصا، سنة قاسية جدا. ومن السهل إشعال القدس والمدينة مليئة بأشخاص مع عيدان ثقاب. وينبغي وقف محور غزة – القدس، بشكل قاطع وفيما لا يزال صغيرا“.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى