بقلم غالب قنديل

كلمة عرفان وتحية للمرأة المقاومة في كل مكان

غالب قنديل

في يوم المرأة العالمي يُفترض بنا أن نقف بكلّ احترام وتقدير أمام تضحيات نساء بلادنا في معركة التحرّر والمقاومة، وهذا يشمل كلا من لبنان وسورية وفلسطين واليمن. فنساء هذه البلدان يحملن وبشجاعة قسطا كبيرا من أعباء الصمود والتضحيات في ظروف شديدة الصعوبة، وهنّ يعبّرن بأصالة عن حقيقة الشراكة المصيرية بين النساء والرجال في الدفاع عن الاستقلال والمصير ضد جميع أشكال الاحتلال والعدوان والاضطهاد، التي تعصف بشرقنا العربي، الذي يواجه غزوة استعمارية صهيونية لئيمة منذ سنوات طويلة.

 

أولا: إن الشراكة بين النساء والرجال في مجتمعاتنا هي شراكة حياة، تتعرّض فيها النساء لغبن شديد ومظالم لا تُحصى ولا تُعد، رغم التضحيات التي يقدمنها في سبيل عائلاتهن وبلادهن عموما. فالمرأة في هذه البلدان تحمل عبء الدفاع عن الوطن، وتقاتل بشراسة من أجل حقّ عائلتها وأطفالها في الحياة، وهي شريكة في التضحية والكفاح، يحاصرها الجحود والنكران في كثير من الأحيان، فلا تسأل ولا تأبه، بل تواصل العمل بكلّ ثبات وقوة، وهي السرّ الموصول العابر لجميع جبهات الصراع والقتال، التي تميّز بلداننا في وجه غزوة متوحّشة وضارية. والنساء في ساحات الصراع جميعها، هنّ سرّ صمود وبأس وتصميم على المقاومة وعلى الانتصار. وهذه حقيقة تؤكدها يوميات الحروب والكفاح ضد العدوان والبطش.

المرأة العربية المقاتلة والمقاومة في فلسطين واليمن وسورية ولبنان هي مثال عظيم نفتخر به، وهو سرّ الصمود الملحمي، الذي تسطّره بلداننا في وجه غزوة استعمارية صهيونية رجعية، تفرض علينا حروبا متواصلة ولئيمة متعدّدة الأشكال بين الغزو والاحتلال المباشَرَين وحروب الإرهاب والتكفير، التي لفّت بلداننا بعصف المذابح وسيلٍ من الدماء، ونالت النساء فيها قسطا كبيرا من عمليات القتل والتنكيل والاغتصاب والاعتداء، وكنّ كالعادة مقاومات أبيّات، رفعن الرؤوس ورفضن الإذعان لوحوش القرن الجديد.

ثانيا: في يوم المرأة العالمي كلمة عرفان لا بدّ منها لكلّ امرأة عربية مقاومة ومناضلة وصامدة، وخصوصا في اليمن، حيث تجابه ويلات الحصار والعدوان والتجويع، وفي فلسطين حيث تشكّل علامة فارقة ضد الاحتلال الصهيوني الإجرامي وحروب الاقتلاع المتواصلة، التي يشنها ضد شعب أبي، وحيث تمثّل مقاومة المرأة لفلسطينية علامة تاريخية فارقة في مسار الكفاح الطويل. أما في سورية، حيث المرأة تصمد وتقاوم في مواقع الإنتاج وفي البلدات والمدن المستهدفة بغزوات التكفير الوحشي، وبالعدوان البربري، الذي أدارة حلف استعماري لئيم، وحيث كان صمود المرأة السورية خلال السنوات الماضية، صفحة مجيدة وعظيمة من بطولات شعب رفض الإذعان للغزوة الاستعمارية. فالمرأة السورية تقاوم الحصار والتجويع، وتجابه الاضطهاد والتنكيل وكلّ اعتداء على حق شعبها في الحياة، وهي بصمودها تلهم جميع الأحرار لمواصلة النضال والمقاومة حتى النصر. وسيأتي الزمن الذي يمكن فيه تأريخ صفحات مجيدة من كفاح السوريات وصمودهن ودورهن في مقاومة شجاعة صلبة للغزو والعدوان، وفي صناعة ملحمة الانتصار القادم لا محالة.

التحية للمرأة اللبنانية، التي تكافح بصمت جميع الشرور والويلات، التي تعصف ببلدها وبشعبها، وهي مصمّمة على الدفاع عن حق الحياة بكرامة، والصمود في وجه الحصار الضاري والغزوات الاستعمارية الصهيونية المتمادية، واثقة بانتصار شعبها وبلدها ونهوضه الآتي رغم كل الويلات. وحيث يلهم انتصار المقاومة وثباتها إرادة الصمود والتحدّي، ويمدّها بروح البطولة والتصميم على انتزاع النصر.

ثالثا: المجد لجميع نساء بلادنا شريكات الصمود والمقاومة ضد الحروب والكوارث، والمناضلات بكلّ صلابة وجرأة وصمت ضد الإرهاب والعدوان، ومن أجل انتزاع حق الحياة.

تحية لشريكة الصمود والمقاومة وجميع التحديات المصيرية، التي نخوضها في كلّ لحظة معا يدا بيد، مصممين على كرامة شعبنا ووطننا وعلى الاستقلال والتحرّر  والكرامة الوطنية والقومية.

التحية للمرأة في كلّ مكان من العالم، وخصوصا في وطننا العربي، وفي منطقتنا لنساء إيران شريكات الملحمة الكبرى لبناء الجمهورية الفتية وقلعة التحرّر المشعة، التي تهب من قوتها لجميع شركاء المصير. والتحية كذلك لنساء العالم في هذا اليوم، وللمرأة شريكة العمر والدرب ورفيقة الطريق الشاق والصعب عهد وفاء وعرفان لا ينقطع على امتداد أنفاسنا ونبضنا كل يوم.

                                                                         كل عام وانتن جميعا بألف بخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى