مقالات مختارة

ابعد من ازمة حكومية بقلم الدكتور غسان غوشة

 

ينام اللبناني ويصحى ،على سؤوال:هل ستتشكل الحكومة؟

 

وهل تبدأ الازمة الاقتصادية المالية الخانقة بالانحسار؟

اكثرية اللبنانيين تتمنى ان تنجح المبادرة الفرنسية وان تتشكل الحكومة باي شكل من الاشكال ،حتى يستطيعوا ان يتنفسوا الصعداء، فيتراجع سعر صرف الدولار ،وتعود المصارف الى اعطاء المودعين حقوقهم وتنخفض اسعار المواد الغذائية والخدمات.

هذا التمني ،محق وشرعي،كما هو تمني المواطن من انتهاء وباء الكورونا.

فالمواطن مخنوق بين ازمة الدولار وازمة الكورونا ويكاد الجوع ان يعم الوطن.

المواطن فقد الامل والصبر

واصبح مستعدا للمغامرة بركوب البحر وركوب خطر الغرق والموت.

ولكن امل اللبنانيين بالانفراج ولو الموءقت يصطدم بالاعيب السياسية والمناورات

التي ظاهرها محلي و باطنها خارجي.

مشكلة اللبنانيين اليوم ،انهم لا حول ولا قوة لهم .

فالقرار ليس بيدهم ،وزعماؤنا

حولوا البلد الى ملعب للمزايدات الطاءفية والمذهبية.

هكذا تفرق الجمع ،وانقسم الشارع ولم يعد يوجد رأي عام موحد،بل قطعانا متعصبة مستنفرة ،تنتظر

أوامر الزعيم.

هناك من يراهن ويرجح نجاح مبادرة ماكرون،خاصة وان الاخير وضع ثقله في الموضوع ولا يمكن ان يرضى

بانتكاسة تقصم ظهره.

وهناك ،اخرون,اكثر تعمقا

في الاحوال السياسية المحلية والدولية،لا يتوقعون النجاح للمبادرة انطلاقا من قناعة ان المعلم الامريكي لا يريد للفرنسي ان ينجح بل تركه يلعب في الوقت الضاءع ،فان حقق لامريكا مصالحها واهدافها فهي تبارك مهمته وان لم يستطع فليتحمل وحده نتاءج الخسارة.

ولكن الضالعون في معرفة موازين القوة يستبعدون ان يتنازل حزب الله عن المشاركة المعلنة في الحكومة.

ولكن ،دعونا،نلقي نظرة سريعة على الوضع الاقليمي والدولي،لعلنا ندرك بعض خيوط اللعبة ونتمكن من فهم الاوضاع.

اقليميا:محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني تجري بضغط امريكي سافر ، يزداد يوما بعد يوم ،كلما اقتربنا من الانتخابات الامريكية.

ان تطبيع العلاقات بين اي دولة عربية والكيان الصهيوني

يضعف الجسم العربي ويخلخله ويزيد الانقسامات العربية ولا يخدم الا الكيان،

والحالات التطبيعية الاخيرة

اضرت كثيرا بمصر وجعلت

دورها في حمايةالخليج

لاغيا او ثانويا.

حتى انها اضرت بالدول المطبعة من دون ان تستفيد قيد انملة غير ارضاء السيد الامريكي والذي سيزيد الضغوط كلما شعر بالقوة.

اما الصراع التركي الفرنسي

فما زال مستعرا ويصطدم بانسدادين:

صعوبة الوصول الى تسوية ترضي الطرفين

وخطر المواجهة المسلحة

والتي يتهيبها الطرفان

وتسعى فرنسا للاستقواء على تركيا باجماع اوروبي وتحاول انتزاع قرار اوربي بفرض عقوبات خانقة عليها،ولكن تقف المانيا موقفا وسطيا بين فرنسا وتركيا وتحاول منع فرض العقوبات .

اما امريكا فهي تلعب لعبة مزدوجة فيوما تقف الى جانب تركيا ويوم اخر تقف الى جانب فرنسا.

دوليا:

يلاحظ ان حدة الصراع بين امريكا وروسيا تزداد ،خاصة بعد ان فتحت امريكا واوروبا جبهة بيلاروسيا بوجه بوتين

واعلنت عدم اعترافها بشرعية الرءيس المنتخب الحليف لروسيا …..

وروسيا البيضاء حليف استراتيجي وتاريخي لروسيا

واللعب في داخلها يعني تعريض الامن الروسي للخطر.

كذلك ،يزداد الصراع الامريكي الصيني ويتفق الحزبان ,الجمهوري والديمقراطي على رفع مستوى العداء مع الصين

حتى اننا اقتربنا من الدخول في حرب باردة بين الدولتين.

اخيرا:

الانتخابات الامريكية

تعيش امريكا،هذه الايام،اي قبل حوالي اربعين يوما،

من موعد الانتخابات ،جوا مشحونا لا سابق له .

فمن قائل،ان الانتخابات لن تمر على خير ،وان النتائج النهائية قد تتأخر لاشهر،وان الطعن بالنتايج قد يؤدي الى حدوث اضطرابات عرقية وعنصرية واجتماعية،الى من يقول ان بعض الولايات قد تعلن الانفصال،او ان بعض الزمر المسلحةالمتطرفة قد ترتكب اعمال عنف غير مسبوقة،الى قاءل ان ، امريكا في النهاية دولة مؤسسات ولا مجال فيها لان تتفلت الاوضاع وتخرج عن الضبط.

اما كيف تنظر امريكا الى لبنان؟

يقول الخبراء المتمرسون بالعلاقات الامريكية اللبنانية

ان الادارة الامريكية تستعمل المتطرفين والمزايدين والمتهورين لترفع سقف مطالبها،ولكن في النهاية امريكا تسعى للتسويات وتتخلى عن المزايدين وتبيعهم في سوق النخاسة

وتختار التعامل مع اصحاب الاعتدال والتعقل والتسويات.

اخيرا ماذا عن لبنان:

لبنان الذي نعرفه انتهى .

بناء لبنان الجديد،

بحاجة لجيل جديد،

وتفكير جديد.

ما يجري الان محاولة ترقيع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى