مقالات مختارة

الطيران الأميركي يحرق ملايين هكتارات القمح في سوريـا هـل ترامب بحاجة الـى حرب صغيرة قبـل الإنتخابات الأميركيّة؟ رضوان الذيب

 

الحرب الاقتصادية على سوريا تجاوزت كل الاعراف مع قيام الطائرات الاميركية إلقاء قنابل حارقة طالت ملايين الهكتارات المزروعة بالقمح، وادى ذلك الى حرق معظم محصول القمح في سوريا وبررت واشنطن الامر بتزايد العمليات العسكرية ضد القوات الاميركية في الحسكة ودير الزور والرقة بدعم من الجيش العربي السوري، وسقط للقوات الاميركية قتيلان وعدد من الجرحى الاسبوع الماضي بالاضافة الى وقوع تحرشات يومية من الجيش السوري ضد القوافل الاميركية على الطرقات وتحريض المدنيين على التصدي لهذه القوات.

 

وتؤكد مصادر مطلعة على الملف السوري انه اذا كانت حجة الاميركيين بالعمليات فما هي الحجة ليتمدد حرق المحصول الزراعي من القمح وليشمل مناطق جبل العرب وارياف حمص وحماه البعيدة، عن مسرح العمليات العسكرية. وما هو المبرر لقيام القوات الاميركية بالسيطرة على منابع النفط مع الاكراد والقيام بصفقات من قبل ضباط اميركيين لتهريب النفط الى مناطق النظام وتركيا وجماعات مسلحة مقابل ملايين الدولارات وهذا ما انعكس سلبا على باقي القطاعات الانتاجية في سوريا وتحديدا على الخبز وفقدانه وبات بيع ربطه الخبز للمواطن السوري على البونات؟ ولماذا تزامن كل ذلك مع اجراءات على الحدود الاردنية لمنع التصدير والاستيراد على معبر نصيب. علما ان النتائج الكارثية اصابت الاردن.

حسب هذه المصادر ان الحصار الاميركي سيتفاقم مع بدء تطبيق قانون قيصر الاميركي اول حزيران ومنع ادخال اي مواد الى سوريا، وتزامن ذلك ايضا مع تمديد الاتحاد الاوروبي لعقوباته، والهدف الدولي من ذلك قطع كل الطرق لمنع انتخاب الرئيس بشار الاسد لولاية رئاسية جديدة منتصف عام 2021 والحرب بدأت منذ الان وستأخذ مختلف الاشكال، لاعتقاد واشنطن والاتحاد الاوروبي بأن الحصار قد يعطي ثماره ونتائجه على الشعب السوري للتخلص من النظام وهذا يفرض ضرب هيبة الدولة السورية واجراءات مالية واقتصادية وعسكرية كون هذه الانتخابات ستجري تحت اشراف دولي كما تعمل له اوروبا وواشنطن، وسيكون للحرب الاعلامية الحيز الاكبر في المواجهة مع بحر هائل من الشائعات اليومية عن الرئىس الاسد وعائلته والخلافات بين اطراف السلطة حتى ان هذه الدول باتت تترحم على رموز الفساد وتتعاطف معهم.

وتضيف هذه المصادر ان الدولة السورية تعرف المخطط جيدا واهدافه ولن تتنازل كون الشعب السوري يعرف مغزى الحملات الخارجية والسيطرة على قرار سوريا ومواردها والدولة السورية اخذت العديد من الاجراءات بالمقابل وبتدخل واضح من الرئىس الروسي بوتين تم وضع حد لكل التسريبات في بعض وسائل الاعلام الروسية عن العلاقة بين بوتين والاسد وكلف بوتين موفدا شخصيا له هو السفير الروسي في دمشق وحصر العلاقة مع دمشق فيه شخصيا وعبر السفير الروسي وارسل رسائل اطمئنان الى القيادة السورية ازالت كل التباسات الفترة الماضية.

وتتابع المصادر من يعتقد ان سوريا في مأزق فهو خاطئ جدا فسوريا تعيش ازمة كبرى تشهدها كل دول العالم ايضا وفي مقدمها واشنطن جراء السياسات الاميركية وحاجة ترامب لحرب صغيرة تقوده الى النصر والعودة الى البيت الابيض في تشرين الثاني على دماء السوريين والفلسطينيين والعرب جميعا فترامب همه حاليا العودة الى البيت الابيض بعد الانتكاسات في مسيرته جراء «الكورونا» رغم ان منافسه الديموقراطي جون بايدن تلاحقه الفضائح من كل جهة لكن اداء ترامب والجمهوريين لم يكن على قدر امال الشعب الاميركي خلال وباء كورونا كما ان الرئىس الاميركي هو اول رئىس يثير جدلا واسعا بين الشعب الاميركي سيقلص من عودة ترامب مما يجعله بحاجة الى حرب صغيرة او اي اجراء تعيد له اوراق القوة وهناك سؤال مطروح ايضا هل الوصول الى تسوية للملفات الضخمة من الخليج الى سوريا والعراق بحاجة الى حرب محدودة تفيد خلط الاوراق وتفتح الابواب لطاولة مفاوضات جديدة يريدها ترامب حاليا لكن محور المقاومة لن يعطي اي ورقة للرئىس الاميركي مطلقا وقبل 5 اشهر من الانتخابات الاميركية مهما بلغت ضغوطات البيت الابيض ولذلك فإن الستاتيكو الحالي سيبقى قائما مع تبادل للرسائل الكبيرة كرسالة ايران الاخيرة بفك الحصار عن فنزويلا لكن لا تبديلات كبيرة والمأزق اميركي بامتياز مقابل استمرار رسائل دول المحور. فالحصار الاقتصادي غير كاف لاحداث انقلابات كبيرة والازمة الاقتصادية تعصف بالعالم كله وليس في سوريا فقط.

وفي ظل هذا الاستعصاء والصورة القاتمة من ايران الى الخليج الى قرار اسرائىل بضم الضفة الغربية الى الانتخابات الرئاسية السورية فإن كل الاحتمالات تبقى واردة في ظل حكم المجانين في واشنطن والانقسامات داخل المجتمع الاميركي مما يجعل الاستحقاق الانتخابي هو الاهم في تاريخ اميركا ومستقبلها مع تعاظم النفوذ الصيني.

وتختم المصادر: هذه التطورات الخطيرة تفرض على اللبنانيين الوحدة وتحصين الوضع المعيشي ومغادرة الانقسامات الطائفية كي لا يذهب اللبنانيون «فرق عملة» في لعبة الكبار.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى