بقلم غالب قنديل

فنزويلا تفضح القرصنة الأميركية

غالب قنديل

محاولة التسلل الفاشلة التي دبرتها الولايات المتحدة واحبطتها فنزويلا تكشف حقيقة الخيبة الشاملة التي تستغرق فيها الإمبراطورية الأميركية بكل جبروتها مع انتقالها إلى عمليات قرصنة وزعرنات مرتزقة بإشراف مباشر من نائب الرئيس الأميركي مايك بينيس وبتوجيه شخصي من دونالد ترامب.

 

اولا ليست اول مرة تشتري فيها واشنطن خدمات بوليسية للاغتيال او للخطف او للتسلل إلى دولة تحررية مناهضة للهيمنة ولكن انحطاطا كبيرا يتكشف عنه مسلسل الأحداث الذي عرضته التلفزة الوطنية في فنزويلا عما حصل ويتبين من تفاهة التخطيط والتنفيذ ان القيادة الأميركية بلغت درجة من الانحدار والخفة والعجز لم تسجله في أسوأ أيامها منذ عقود.

بدأت المُؤامرة الأميركية باجتماعٍ عقدته عصابة ما يسمى المُعارضة الفنزويليّة بحُضور قائدها خوان غوايدو في إحدى ناطحات السّحاب في ميامي لبحث خطّة وضعها جوردون غويرو، الضّابط السّابق في القوّات الخاصّة الأمريكيّة، الذي يُدير شركةَ مرتزقة وباع خدماته لنائب الرئيس مايك بينيس بادعاء ان لديه جيشا من مئات المرتزقة وانه قادر على الإطاحة بالرئيس مادورو بعملية خاصة وإحضاره إلى الولايات المتحدة.

ثانيا كشفت الاعترافات ان دنمان قائد العمليّة التنفيذي ذهب إلى كولومبيا في كانون الثاني الماضي، ودرّب أكثر من 200 شخص من المُوالين لزعيم المُعارضة غوايدو، وبتوجيهاتٍ من رئيسه غويرو وبإشرافه، وتوجّهت المجموعة لتنفيذ مَهمّتها قبل بضعة أيام إلى كاراكاس على ظهر مراكب الصّيد ليلا، وأوّل أهدافها السّيطرة على مطار سيمون دي بوليفار، ثم التوجّه إلى مقرّ قيادة مادورو وخطفه، ووضعه على ظهر طائرة تقلّه إلى واشنطن.

المُتورِّطون في هذه المُؤامرة اعترفوا في أشرطةٍ مُسجّلةٍ بثّها التلفزيون الرسميّ أنّهم كانوا على اتّصالٍ بالسّلطات الأمريكيّة، ومايك بنس نائب الرئيس، وخوان غويدو زعيم المُعارضة، وكانوا يُريدون خطف مادورو، وتوقّعوا أن يستقبلهم الشّعب الفنزويلي بالورود، ولكنّهم فُوجِئوا بأنّ المُواطنين الفنزويليين تصدّوا لهم وقيّدوهم بالحِبال، ولولا وصول سيّارات الأمن بسرعة ربّما لفتَكوا بهم.

ثالثا في محاولة لتبرير الفشل نقلت واشنطن بوست عن احد قادة المجموعات المرتزقة المتورطة في التنفيذ ان تلك المجموعات كانت مخترقة بعناصر موالية للرئيس مادورو تعمل مع أجهزة الأمن الفنزويلية بينما ذكر احد قادة المرتزقة حسب الصحيفة ان زورقا تعطل قبالة الشواطئ الفنزويلية ونفد منه الوقود واعتقل من كانوا على متنه واعترفوا بالتفاصيل للسلطات بعد التوقيف وقد اعترف متحدث باسم السلطات الكولومبية لمراسلين أميركيين بالتورط في تحضير العملية والمساهمة في التدريب والاعداد اللوجستي وبين المعتقلين لدى السلطات الفنزويلية اثنان من القوات الأميركية الخاصة ظهرا في التسجيلات التي بثها التلفزيون الفنزويلي.

بعد سنوات من الحصار الشرس والضغوط القصوى السياسية والاقتصادية والشيطنة الإعلامية ومحاولات العدوان المتكررة لا تملك الدولة العظمى المهيمنة المدججة بالسلاح سوى عملية فاشلة بواسطة مرتزقة لمحاربة قيادة تحررية يقف معها شعبها بكل إخلاص وولاء وها هي صفعة مادورو على وجه ترامب ترن بأصدائها في أرجاء المعمورة وتفضح كيف أن الوحش الامبريالي ليس سوى نمر من ورق أمام إرادة التحرر كما سبق أن قال القائد الصيني العظيم ماوتسي تونغ.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى