شؤون لبنانية

النائب السيد: الإجراءات المصرفية لو حصلت ببلد آخر لما بقي حجر على حجر

لفت النائب جميل السيد الى أنه “في العادة عندمت شتكل حكومة ويعين وزراء يتلقون التهاني، إلا أنني لم أهنئ أحدا لأن الكلمة الملائمة هي “الله يعينكن”. وهنا في مجلس النواب أشهد عملية تبرؤ شاملة من كل ما مضى وكأن المجموعة الموجودة أمامنا تتلقى دروسا في كيفية إدارة الدولة علما أن هذا المجلس بتركيبته القديمة والجديدة وحكوماته المتعاقبة هو في الأساس من المسببات الأساسية لما تشهده البلاد اليوم”، معتبرا أنه “بدلا من التبرئ العام والجزئي الأولى أن نقول أخطأنا على مدى سنوات وأننا أمام محاولة جديدة“.

ورأى السيد في كلمة له خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري والتصويت على الثقة، أن “هذه الحكومة الماثلة أمامنا تختلف عن سابقاتها بأنها ولدت في ظروف إستثنائية وهي نتجت عن فشل الحكومات السابقة وإنفجار الناس وبالتالي هذه الحكومة هي نتيجة وليست خيارا. هي حكومة ورثت كل الأمراض والآفات والمصائب ولو عاد الخيار الى الكثير من مسببي تلك الأمراض لما رأينا أحدا على المنصة اليوم”، مشيرا الى أنه “قيل أن البيان الوزاري للحكومة عبارة عن قصاصات نسخت من الحكومات السابقة ولم تعد صالحة، لكن الحكم استمراراية واذا بيان الامس عاطل فهو أدى الى عطل اليوم. ولو لي رأي في البيان كنت قد إكتفيت ببيان مختصر من كلمتين، السادة النواب أن برنامج هذه الحكومة أنها ستفعل عكس ما فعلته الحكومات السابقة“.

واعتبر أن “بيان الحكومة فيه الكثير من الوعود والأفكار لكن الهم الأكبر للناس في هذه الفترة هي النهج المالي والمعيشي والخدماتي، ولو كان الهاجس يقف عند هذا الحد لكان الأمر أسهل بكثير. اللبنانيون يعيشون حالة فقدان الثقة بكل ما يتعلق بالدولة وأشخاصها وممثيلها وأدواتها وحاضرها ومستقبلها وفقدان الثقة أصعب من المرض، فالناس اليوم يعيشون حالة فقدان الثقة ومعالجة إستعادة الثقة أصعب من الشفاء بأي مرض”، مضيفا: “الناس أطلقوا صرخة الغضب في 17 تشرين الأول وليس لنا حق أن نركب موجتها، ولكن صرخة الجوع آتية، لو أن الإجراءات المصرفية والمالية التي جرت تمت في بلد آخر لما بقي حجر على حجر هذا يعني أن الناس ينتظرون حلا من هنا“.

وشدد السيد على أنه “مخطئ من يظن أن صرخة الجوع اذا أتت سيكون بمنأى عن نتائجها، مخطئ من يظن أن صرخة الجوع ستؤدي الى سقوط هذه الحكومة ليرثها من كان سابقا في حكومات أخرى. الصرخة اذا أتت لن ترحم أحدا، ما فعله الناس حتى اليوم ليس سيلا جارفا”، متسائلا: “من سيتدارك صرخة الجوع التي لن يوقفها لا أمن ولا حماية ولا حصانة، هذه الحكومة لا تحسد على ما هي عليه، مشكلتكم في السياسة أكثر مما هي من الناس. من يظن أنه يملك ترف العرقلة والتحريض وبمنأى عن السقوط الكبير مخطئ. أشهر قليلة تفصلنا عما هو أت فإتركوهم يحاولون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى