مقالات مختارة

الأساس في مهمة اللواء عباس ابراهيم. ابراهيم عوض

 
حسناً فعلت الدائرة الاعلامية للمديرية العامة للأمن العام باصدارها بياناً وضعت فيه حدا للأخبار والشائعات التي تناولت مهمة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الخاصة بقضية نزار زكا الموقوف في ايران، وذهب بعضها الى حدّ التأكيد بأن الأول موجود في طهران، فيما هو لم يبرح بيروت بعد، لافتةً الى أنها ستعلن بنفسها عن برنامجه وهذا ما حصل، حيث راحت تطلعنا على حركته خطوة بخطوة حتى بلوغ النهاية السعيدة بعودة زكا الى أهله ووطنه.
والأحسن كان في تعاطي من أُوكلت اليه “المهمة الصعبة” الجديدة معها، بدءاً بتكليفه بها وصولاً الى تنفيذها بدقة وصبر وحكمة، بعد تخطي أكثر من عقبة والقفز فوق “المطبات” التي حاول البعض، بمن فيهم سياسيون واعلاميون، وضعها في طريقه متجاهلين أن هذا الرجل العسكري المحنّك، الذي كانت له صولات وجولات في مخابرات الجيش، قادر على استشراف “المكائد” عن بعد وتعطيل الألغام مهما كان نوعها، بما في ذلك ما يتعلق بالمواقف السياسية البالغة الحساسية.
ما أن أُعلن رسمياً عن توجه اللواء ابراهيم الى طهران للإتيان بزكا ونشر صورة له بلباس “السبور”، وهو يهمّ بالصعود الى الطائرة الخاصة التي أقلته الى هناك مقلعة من مطار بيروت، حتى طفا على سطح الأخبار “تشويش” مفاده أن اطلاق سراح زكا انما يتم استجابة لطلب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع تجاهل كلي لدور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بهذا الموضوع. وهو ما شدد عليه اللواء ابراهيم بتصريحاته، سواءً التي أطلقها من بيروت أو طهران، خصوصاً بعد دخول وكالة “فارس” الرسمية الايرانية على الخط، واعتمادها الرواية الأولى، الأمر الذي استغله هواة التخريب على المهمة لغايات في نفوس أصحابها الذين لم يستسيغوا ربما رؤية خط السير السوي للعلاقات القائمة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية اللبنانية، وكلمة الرئيس عون المسموعة في طهران، وكذلك ترحيب الأخيرة بمن جاء اليها حاملاً الرسالة – الطلب متسلحاً بالرصانة والجدية والابتعاد عن الضجيج الاعلامي وما شابه، وفقا للقاعدة التي يتبعها بهكذا مهمات، والمبنية على العمل بعيدا من الأضواء حتى يحين آوانها. وهذا ما حصل إثر عودته الى بيروت ومعه زكا، ومصارحته الصحافيين في قصر بعبدا بعد أن أبلغ سيده بأن “المهمة أنجزت فخامة الرئيس”.
هناك في الباحة.. لم يدع اللواء عباس ابراهيم شاردة أو واردة تمر من دون التطرق اليها أو التوقف عندها. وحتى وكالة “فارس” نالت نصيبها في كلامه. إذ نفى ما ورد فيها، مشيراَ الى أنه قرأ ما نُقِل عن مصدر في الوكالة المذكورة “ونحن نعرف في عملنا الأمني والاعلامي معنى المصادر. وهذا الموضوع لا أساس له من الصحة. وأن الرئيس (عون) تمنى وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله دعم هذا التمني لكن الأساس هو طلب الرئيس عون”.
هكذا بكلمات مقتضبة، لكن واضحة، نسب اللواء ابراهيم الفضل في انجازه المهمة الجديدة الى “الأساس”، الذي كان ينقصه للمضي قدما فيها كما أبلغ زوجة زكا، السيدة غنوة، حين جاءته متمنية عليه التدخل للافراج عن زوجها، موضحا أن “محط كلام المسؤولين الايرانيين كان أن رغبة الرئيس عون ستُلبّى خلال 48 ساعة.. وحين وصلتُ الى طهران وجدت أن كل الأبواب مفتوحة تحت عنوان أنني مرسل من قبل رئيس الجمهورية، واطلاق سراحه تم بناءً على رغبة الأخير”.
ولمن حاول استغلال هذا الكلام لتقزيم دور حزب الله بشخص أمينه العام، كما بدا من سؤال طُرح عليه، كان جوابه قاطعا بأن للحزب دور فعال في القضية تجلى بدعم السيد نصر الله لرغبة الرئيس عون. ولم يكتفِ بذلك فقط بل عبر منه لما هو أبعد وأهم برسمه صورة للعلاقات الطيبة السائدة بين الرجلين واصفاً اياها بـ “الممتازة” المبنية على الاحترام المتبادل بينهما.
هكذا بدت الصورة واضحة في كل ما خص عملية التفاوض ثم الافراج عن نزار زكا. وخلافاً لما تردد عن وجود “صفقة” ما مع جهات أخرى للقيام بعمليات تبادل أو خلافه، أبلغ اللواء ابراهيم القاصي والداني بأنه لا يدخل في موضوع الصفقات. وما يقوم به واجب تمليه عليه المسؤولية الملقاة على عاتقه ومن ضمنها السعي الدائم لفك أسر كل لبناني موقوف في هذه الدولة أو تلك واستعادته الى وطنه بغض النظر عما ارتكبه، مذكراً أن قضية اللبناني قاسم تاج الدين في ضميره (التقاه في سجنه الأميركي) مثله مثل سائر الموقوفين في العديد من الدول ومعهم المطرانان وسمير كساب وكلهم في ضميره أيضا.
 الانتشار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى