الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

تناقلت الصحف الاميركية الصادرة اليوم تصريحات جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي التي نصح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتزام الشفافية في التعامل مع تبعات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، معتبرا أن سجل السعودية الحقوقي يؤثر في علاقات البلدين، وكرر القول إن خطته للسلام ستكشف بعد شهر رمضان .

وأضاف كوشنر أن سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان يؤثر في العلاقات بين واشنطن والرياض، وبشأن الوضع في اليمن، قال كبير مستشاري الرئيس الأميركي إنه طلب من السعوديين تخفيف القيود لإيصال المساعدات إلى الشعب اليمني، وقال كوشنر إنه كان يأمل بطرح خطته المنتظرة للسلام في الشرق الأوسط -والمشهورة باسم صفقة القرن- أواخر العام الماضي، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن عن إجراء انتخابات ولا يزال يحتاج إلى الوقت لتشكيل ائتلاف حكومي.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن نتائج الاستفتاء على الدستور في مصر التي جاءت بالموافقة بنسبة وصلت إلى 89%، تشير إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يبني “هرم استبداد جديداً” في مصر على أنقاض المكاسب الديمقراطية التي حققتها ثورة يناير عام 2011، والتي أطاحت بالرئيس محمد حسني مبارك بعد 30 عاماً من الحكم.

وتنقل الصحيفة الأمريكية عن إلهام عيدروس، وهي ناشطة تنتمي إلى حزب “الخبز والحرية” المعارض، قولها: إن “الأمر أسوأ من مبارك، وأي شخص يتحدث عن التفاؤل هو إما يكذب أو ساذج، ولا يوجد شيء يدعو للتفاؤل“.

وتابعت عيدروس: “السيسي مثل مبارك يبرر القمع ويسكت المعارضين من خلال تأكيد الحاجة إلى الحفاظ على مصر مستقرة وآمنة من الإرهابيين، وهو يسير على نهج مبارك ذاته في إجراءاته الاقتصادية حيث كان يضغط على الفقراء والطبقة المتوسطة.. إنه يذكرنا بتلك الأفعال التي بدأها مبارك تدريجياً خلال السنوات العشر الأخيرة له في السلطة“.

وتقول الصحيفة: “ولكن بينما سمح مبارك لبعض الأصوات المعارضة والمنافذ الإعلامية المستقلة، فإن السيسي تحرك لمنع أي نقد ومعارضة، فحكم على عشرات الآلاف من المعارضين وأغلق وسائل الإعلام الإخبارية، وفاز العام الماضي بالانتخابات الرئاسية بنسبة وصلت إلى 97% بعد أن أقصى واعتقل جميع المرشحين المنافسين“.

من جهتها تقول ميشيل دن، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة “كارنيغي” للسلام الدولي في واشنطن، إنه بات واضحاً منذ عدة سنوات أن مكاسب 2011 ضاعت، “لكنني أعتقد أن هذا يجعل الأمر أكثر وضوحاً للناس“.

وتضيف “دن”: إنه “ليس من الواضح لماذا تم تمرير التعديلات الدستورية بهذه السعة، ولكني أعتقد أن السيسي يريد إجراء التغييرات قبل أن تتلقى شعبيته ضربة أخرى من جراء المصاعب الاقتصادية التي يشعر بها الكثير من المصريين، أو أنه سعى للاستفادة من الإشارات الإيجابية القادمة من البيت الأبيض بعد أن استضافه ترامب مؤخراً“.

هل الرأسمالية تعيش في أزمة؟ يقول غريغ جاف المحرر بصحيفة واشنطن بوست إن المليارديرات الأميركيين ينتابهم القلق من بقاء هذا النظام الاقتصادي على قيد الحياة وهو الذي يعود إليه الفضل في ثرائهم.

ففي مقال بالصحيفة، يلفت غريغ جاف إلى أن المنتمين للحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة ظلوا لعقود يشيدون بالنخب الأميركية في قطاع الأعمال –لا سيما من هم في وادي السيليكون- لإنقاذهم البلاد.

ويقول في هذا الصدد إن الحكومة الأميركية ربما أصابها الجمود، وقد يكون الناخبون غاضبين والبلاد منقسمة على نفسها.

والحالة هذه، بدا وكأن المخترعين الأميركيين يعدون بمخرج هادئ من هذه الفوضى. فقد أنتجت شركاتهم سلسلة متصلة من المنتجات أبقت اقتصاد الولايات المتحدة في حالة دوران، والناتج المحلي الإجمالي في صعود.

وأشار الكاتب إلى أن أثرياء وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا -الذي يعتبر عاصمة التكنولوجيا في العالم بسبب وجود عدد كبير من مطوري ومنتجي الشرائح أو الرقائق الإلكترونية- استهدفوا بتبرعاتهم الخيرية إيجاد حلول لبعض مشكلات البلاد العويصة، وإبعاد أي دور للحكومة في هذا الجانب.

لكن هذا التوافق -يضيف غريغ جاف- يتبدد الآن، فلأول مرة منذ عقود أصبحت الرأسمالية مادة للنقاش وسط مرشحي الرئاسة المحتملين ومصدر قلق متصاعد لنخب الأعمال في الولايات المتحدة.

ويشيع إحساس في مواقع مثل وادي السيليكون ومنتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا وكلية هارفارد للأعمال، بأن نمط الرأسمالية الذي أثار غيرة اقتصادية من أميركا هو المسؤول عن عدم المساواة المتعاظم والغضب العارم اللذين يمزقان البلاد.

ونقل الكاتب عن النائب الديمقراطي في الكونغرس رو خانا قوله –في إحدى لقاءاته مع رجل الأعمال والمستثمر في وادي السيليكون كريس لارسن- إن الأميركيين ما زالوا على عشقهم للتكنولوجيا، إلا أن العديد منهم يشعرون بأنه حيل بينهم وبين لعب أي دور في مستقبل بلدهم الاقتصادي، لذلك يبحثون عن أي شخص لينحوا عليه باللائمة.

ورأى خانا أن جزءا من حل هذه الإشكالية يكمن في انضمامه رئيسا مشتركا لحملة السيناتور المستقل بيرني ساندرز لانتخابات الرئاسة في 2020، الذي سطع نجمه لمواقفه المناوئة لحفنة من المليارديرات ممن وصفهم بأنهم “يتحكمون في الحياة الاقتصادية والسياسية لهذه الأمة“.

أما الجزء الآخر من الحل الذي ينشده رو خانا فيتمثل في ضرورة عقد حوارات مع المدراء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا من شاكلة الملياردير كريس لارسن، الذي يساوره القلق من أن المسار الحالي الذي تسلكه الرأسمالية ووادي السيليكون “غير مستدام“.

ويخشى لارسن كذلك أنه من دون تدخل فإن الثروة ستواصل تراكمها في وادي السيليكون وسيتصاعد معها الغضب في عموم البلاد.

ويمضي غريغ جاف في مقاله إلى القول إن الأزمة المالية التي عصفت بالعالم في 2008 ربما أماطت اللثام عن مكامن الضعف في النظام الرأسمالي الأميركي، إلا أن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ربما أظهر الغضب المكبوت الذي جعل طبقة المليارديرات الأميركيين ينتابهم الخوف على مستقبل الرأسمالية.

لقد أتاحت الثورة الرقمية لرجال الأعمال تأسيس شركات عالمية وليس مصانع تستحدث وظائف كثيرة، وكانت النتيجة أن تركز مزيد من الثروات في أيدي حفنة من الناس.

ومع تقدم التكنولوجيا، يخشى البعض أن تزداد الأمور سوءا. فالروبوتات (الإنسان الآلي) قضت على معظم الوظائف في المصانع، ووأدت التجارة الإلكترونية على قطاع التجزئة، وباتت السيارات ذاتية القيادة على وشك أن تحل تدريجيا محل السيارات التي يقودها سائقون.

أما الخطوة المقبلة فستكون حواسيب قادرة على التعلم والتفكير. وربما يصبح باستطاعة مثل هذه الحواسيب تشخيص الأمراض بشكل أفضل من الأطباء، وقد تكون بديلا لوظائف مكتبية عديدة.

غير أن لعضو الكونغرس رو خانا رؤية مختلفة، فهو يرى أن مشاكل البلاد نتاج عدم مساواة في المداخيل وقلة الفرص.

وتتناقض هذه الرؤية مع مواقف المرشح المحتمل للرئاسة بيرني ساندرز، الذي انتقد بشدة طبقة المليارديرات ونفوذها في الانتخابات الأميركية حيث قال متهكما “الديمقراطية تعني صوتا واحدا لكل ناخب، وليس مليارديرات يشترون الانتخابات“.

لكن كاتب المقال يرى أن رو خانا وجد في ساتدرز المرشح الذي يشاطره تشخيصه لعلل البلاد المستعصية المتمثلة في عدم المساواة وفشل الرأسمالية غير المنضبطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى