مقالات مختارة

في ذكرى مارشال فلسطين سعد صايل د. محمد موسى

 

بين ايلول من العام 1932 ميلادي و ايلول من العام 1982 قصة عملاق فلسطيني من زمن العمالقة , احتاروا في توصيفه من جنرال الثورة الى فارس ميدانها و سواها من الالقاب التي كانت صادقة التوصيف و بالغة الدلالة بأن الرجل كان محط اجماع فلسطيني لدوره الكبير في الحفاظ على الثورة وإقامة العلاقات مع شعب الثورة .

ابو الوليد تلك الشخصية الفذة القريبة من الناس و السياسيين و رفقاء السلاح على اختلاف مشاربهم جعلت من دوره دورا” محوريا” و مدماكا” ترتكز عليه القيادة الفلسطينية في المهمات الصعبة ؛ فهو الوطني بإمتياز و الذي تكاد تكون فئة دمه على ما يقول احد المناضلين الشرفاء” ابو الوليد فئة دمه فلسطين ايجابي“.

بين بيروت و الجنرال ابو الوليد حكاية عشق لا تنتهي فهو و رفقاء السلاح في كتيبة اليرموك كانوا الصخرة التي تحطمت احلام و مطامع الاسرائيلي الصهيوني على اعتابها و لعل قادة العدوان يعرفون جيدا” قدرات ذلك المهندس الحاذق ذو الفكر الثاقب منذ كان نصير حركة التحرير الوطني الفلسطيني و هو لا يزال على رأس كتيبة ” الحسين بن علي ” في الجيش الهاشمي الاردني. لقد كان الجنرال ابو الوليد ابرز القادة الميدانيين  لمعركة صمود بيروت  في العام 1982 من خلال قيادته للقوات المشتركة الفلسطينية- اللبنانية وكذلك قيادته لغرفة العمليات المركزية.

لقد عرف عن سعد صايل بأنه السياسي المحنك الذي خاض بوجه فيليب حبيب الموفد الأميركي ابان العدوان اشد المعارك الدبلوماسية فمهندس السلاح بارع ايضا” في هندسة الاتفاقات المشرفة التي تحفظ كرامة فلسطين و ثوارها الشرفاء و بيروت المقاومة و اهلها الابطال. و لعل دارة المغفور له الرئيس شفيف الوزان تشهد على ازيز صوت ابا الوليد الذي هدر كالرصاص يدوي في وجه الموفد الأمريكي.

سعد صايل كما كل القامات العربية النادرة ، كما كل احرار و شرفاء العالم ابى تاريخه و سيرته الاستثنائية إلا ان تكتبه شهيدا على مذبح حرية فلسطين و عاصمتها الابدية “القدس الشريف“.

نذكرك ابو الوليد و نحن بحاجة الى مهندس يحيك بخيط فلسطيني صرف تطريزة فلسطينية تجمع حولها الفلسطينيون كل الفلسطينيين على رؤية واضحة المعالم فيها تضحية محمد الدرة ، إقدام وجسارة فارس عودة ، إباء عهد التميمي ، صلابة الرئيس ياسر عرفات ،تحدي الشيخ احمد ياسين، دهاء و ذكاء يحي عياش، شموخ ابو جهاد ، حكمة ابو اياد و واقعية الرئيس محمود عباس.

رحم الله والدي و كل شهداء فلسطين حينما كان يردد” ابو الوليد مارشال القلوب قبل الجبهات“.

د. محمد موسى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى