شؤون لبنانية

المؤتمر الشعبي: بعض أعضاء المجلس الشرعي مستقلون والبعض مستسلم لتحالف”الاخوان” مع المستقبل

 

وصف المؤتمر الشعبي اللبناني بعض أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بأنهم مستقلون وأكفياء والبعض مستسلم لتحالف “الاخوان- المستقبل”، مشيراً إلى أن حزب “المستقبل” تلقى في إنتخابات المجلس الشرعي والأوقاف هزيمة مدوية في طرابلس واختراقات في عكار واقليم الخروب والبقاع والعرقوب، مما يعطي دليلاً إضافياً على التراجع الواسع لشعبية هذا الحزب سنياً.

وقال بيان صادر عن قيادة “المؤتمر”: لقد جرت “انتخابات” المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى مع مجالس الأوقاف في لبنان، على قاعدة هيئة ناخبة تضم حوالي 650 ناخباً معظمهم من الموظفين اختارهم رئيس الحكومة في التسعينيات ليضمن ولاء دار الفتوى له بشكل مطلق، فقام بتعديل المرسوم 18/55 لتقزيم الهيئة الناخبة من نحو اربعة آلاف الـى 650 ليمثلوا مليون مسلم سنّي في لبنان.

إن الهيئة الناخبة التي كانت بأغلبيتها الساحقة لحزب لمستقبل، جرت فيها انقلابات أشبه بحركة تصحيحية من داخل المستقبل على قيادتهم في هذه الانتخابات، والمقارنة بين ما كانت عليه الهيئة الناخبة ومجلسها “الشرعي” الموالي للمستقبل وما أصبحت عليه اليوم، تكشف أن ما جرى شكل ضربة قاسية لمن احتكر لنفسه تمثيل الطائفة السنية بالاكراه طوال عشرين عاماً وحوّل فيها الطائفة الى جسم مريض، فانكسر هذا الاحتكار الى حد كبير، وتلقى “المستقبل”  هزيمة مدوية  في طرابلس مع اختراقات في عكار واقليم الخروب والبقاع والعرقوب، مما يعطي دليلاً إضافياً على التراجع الواسع لشعبية هذا الحزب سنياً. وجاء مجلس شرعي فيه مستقلون عن “المستقبل” بنسبة معقولة، بما يمكن القول إن سماحة المفتي عبد اللطيف دريان أصبحت له قوة داخل المجلس تمنحه حركة استقلالية، خاصة اذا اختار ثمانية اعضاء كما يحق له في المجلس الشرعي، وبالتالي يستطيع سماحته أن يحقق خطوات إصلاحية هامة للدار ويسترد ما ضاع من املاك الأوقاف وإستثمارها بصورة ناجحة.

إن سماحة المفتي، اذا عيّن مستقلّين عن “المستقبل”، فان الاغلبية تكون معه، فهل يقدم على هذه الخطوة المطلوبة والضرورية للنهوض بالدار، أم سيعين أعضاء من المستقبل ليكونوا اغلبية في المجلس؟ فإذا أقدم على هذه الخطوة السلبية، معنى ذلك أن سماحته حتى لو بدون قصد، أيّد مواصلة احتكار قرار الطائفة للمستقبل خلافاً للواقع الشعبي ولوجود تعددية سياسية وتيارات داخل الطائفة السنية يعرفها سماحته، ويعرف مثلاً ان التيار الوطني العروبي، ونحن قاعدته الاساسية وجد على الارض قبل وجود المستقبل وغيره من أحزاب.

إن المؤتمر الشعبي يرى أن يجتمع المستقلون الفائزون وينسقوا الامور في ما بينهم للاتفاق على برنامج اصلاحي شامل للدار، وان لا يتهاونوا مع أي فساد أو مقصرين. وفي كل الاحوال فإن معظم الذين فازوا بانتخابات المجلس الشرعي هم من صف الاعتدال، وبعض الأعضاء مستقلون وأكفياء والبعض الآخر من تحالف “الاخوان- المستقبل”، والأخوان كما هو معروف يرفضون قيام علاقات جيدة وفاعلة مع الازهر الشريف لانهم يناصبون العداء لمصر.

إن المهمة الاولى للمجلس هي العودة الى المرسوم 18/55 لتوسيع الهيئة الناخبة، فهذا المجلس مع احترامنا لبعض الاعضاء الاكفاء فيه، قام على قاعدة انتخابية من 650 شخص ليمثلوا مليون مسلم، مما يعني أن التمثيل هنا ضعيف جداً لان كل النخب الثقافية والنقابية والمؤسسات الاهلية والعلماء واساتذة الجامعات منعوا من عضوية الهيئة الناخبة، وهذا ظلم صريح بل عدوان على حق الطائفة السنية باختيار ممثليها الطليعيين بحرية. إنها عملية تقزيم للطائفة لا تستحقها واحتكار غير شرعي وغير مشروع من جانب المستقبل.

والمهمة الثانية هي اختيار صاحب السماحة مديراً عاماً للاوقاف نزيهاً وأميناً ومتحركاً وحريصاً على المصلحة الاسلامية العليا، وان لا يكون على أية صلة بحزب المستقبل الذي اختار على مدى سنوات مدراء أوقاف لم يكونوا على مستوى النزاهة المطلوبة،  حتى لا نقول أكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى