شؤون لبنانية

السيد نصر الله: ﻻقواعد اشتباك وﻻحدود وجاهزون للحرب

SAYED 30 1 2015

أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه لم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين ومن حقنا الشرعي والقانوني أن نواجه العدوان أيا كان هذا العدوان وفي أي زمان وأي مكان وكيفما كان. وشدد على انه “بعد عملية شهداء القنيطرة أننا في المقاومة لم يعد يعنينا أي شيء إسمه قواعد اشتباك مع العدو الاسرائيلي في مواجهة العدوان والاغتيال“.

{youtube}hG-eaiiTx9c{/youtube}

واشار السيد نصر الله الى ان “المقاومة في لبنان في كامل عافيتها وحضورها وجاهزيتها”، ولفت الى ان “الاسرائيلي اكتشف أن تقدير قيادته السياسية والعسكرية والأمنية كان تقديرا أحمقا عندما ارتكب عملية الاغتيال في القنيطرة”، واضاف ان “الجيش الاسرائيلي عاجز عن مواجهة المقاومة وفعلها الميداني، اسرائيل هذه هي التي هزمناها في 2006 وفي غزة هي أوهم من بيت العنكبوت ولن تكون غير ذلك”، وتابع “للاسرائيلي نقول جربتونا ما تجربونا بعد”، ولفت الى ان “الإسرائيليون أدركوا أن قيادتهم وضعتهم على حافة المخاطر الكبرى التي كانت ستلحق بكيانهم“.

كلام السيد نصر الله جاء في كلمة له خلال الحفل التكريمي الذي أقامه حزب الله لشهداء القنيطرة الابرار الجمعة في مجمع سيد الشهداء(ع) في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، بحضور رئيس “لجنة الامن القومي” في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي والنائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وحشد كبير من الفعاليات السياسية والعسكرية والامنية والشعبية وعوائل الشهداء.

وقال السيد نصر الله “على الإسرائيلي أن يفهم أن المقاومة ليست مردوعة بل حكيمة وشجاعة وعلى الاسرائيلي أن يفهم أننا لا نخشى الحرب ولا نهابها فنحن رجالها ومجاهديها وصناع نصرها بعون الله ومشيئته”، واضاف “نحن لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها وعلى اللبنانين أن يميزوا بين الامرين”، وتابع “يوم الاربعاء كانت الرسالة الأهم وعلى الاسرائيلي أن لا يخطئ في الحساب فاذا كان العدو يحسب حساب أن المقاومة تخشى الحرب أقول له اليوم أننا لا نخشى الحرب ولا نخافها ولا نتردد في مواجهتها وسنخوضها اذا فرضت علينا وسننتصر باذن الله“.

واكد السيد نصر الله انه “من الآن وصاعدا أي كادر من كوادر المقاومة أو أي شاب يغتال سنتهم الاسرائيلي وسنعتبر أن من حقنا أن نرد في الطريقة والزمان والمكان المناسب والحرب سجال يوم لكم ويوم لعدوكم منكم”، واضاف “صحيح أن ما حصل في مزارع شبعا هو أكثر من ثأر وأقل من حرب”، واضاف “المقاومة وحدها هي الرد وقوافل الشهداء تصنع وستصنع النصر”، وتابعوا “الشهداء هم من يرسم لنا الطريق ويبشرون بالانتصارات القادمة“.

وحول عملية الاغتيال للشهداء في القنيطرة، اشار السيد نصر الله الى ان “امتزاج الدم اللبناني والايراني على الارض السورية يعبر عن وحدة المسار والمصير ووحدة القضية من فلسطين الى لبنان وسوريا وايران”، وشدد على انه “عندما وجدت هذه الوحدة دخلنا في زمن الانتصارات“.

واوضح السيد نصر الله ان “العدو الاسرائيلي درس وحسب وجمع معلومات وقدر المخاطر وأخذ القرار عن سابق تصور وتصميم وما جرى في القنيطرة عملية اغتيال بكل ما للكلمة من معنى”، واكد “نحن أمام عملية اغتيال غادر وعلني لشهداء القنيطرة وفي وضح النهار “، وقال إنه “في عملية القنيطرة نحن أمام عملية اغتيال واضحة وعلنية شبيهة بعملية اغتيال السيد عباس الموسوي وزوجته وطفله عام 1992“.

ولفت السيد نصر الله الى ان “العدو الإسرائيلي اعتقد أن حزب الله لن يرد على عملية اغتيال الشهداء في القنيطرة”، واكد ان “المفاجأة الأولى من حزب الله لإسرائيل كانت إعلان الحزب عن شهدائه بعد نصف ساعة من الإغتيال””، واضاف “نحن لا نخفي شهداءنا نعلن عنهم ونعتز بهم”، وتابع “هنا أصبح القاتل مرتبك والمقتول غير مرتبك وواضح وشفاف ويعرف نفسه إلى أين ذاهب”، واشار الى ان “الإسرائيليين قدموا العديد من الحجج لعملية الإغتيال في القنيطرة والحجج كلها دارت حول الجولان“.

وأسف السيد نصرالله ان “بعض الناس وصل بهم الحقد الى القول إنسى اسرائيل”، وتابع “لكن نحن لا نستطيع أن ننساها ولا يمكن أن ننسى الشعب الفلسطيني ولن ننساه ولا يمكن أن ننساه”، وأكد ان “أولادنا يعبرون عن هذا المعنى بشهادتهم وبعد ذلك أحفادنا”، وقال إنه “كان المطلوب بعد عملية الاغتيال أن يصاب حزب الله بالإرباك والحرج”، واضاف “مجموعة القنيطرة كانت في نقطة تبعد 6 كلم عن الحدود وبينهما آلاف المقاتلين من جبهة النصرة“.

وأكد ان “جبهة النصرة الفرع السوري للقاعدة المصنف دوليا وعربيا ارهابي له حضور عسكري ضخم ما بين الجيش السوري والشريط الشائك في الجولان والاسرائيلي لا يشعر بأي حرج أو قلق”، وتابع “اسرائيل التي لا تشعر بأي قلق من وجود النصرة تاخذ قرارا خطيرا لأنها تشعر بقلق من سيارتين فيهم 7 شباب لا يوجد معهم سوى سلاحهم الفردي“.

وقال السيد نصرالله “في مقابل جريمة القنيطرة وغيرها نتألم ونقول كما قالت السيدة زينب(ع) ما رأينا إلا جميلا وبيننا وبين هذا العدو الدنيا والاخرة”، واضاف “لعملية اغتيال القنيطرة بُعد إنساني بالطبع لكننا لا نرى في غير ذلك إلا الخير والإيجابيات”، وتابع “ما أصاب الإسرائيلي بعد إعلان حزب الله عن الإغتيال هو المهم”، واوضح ان “أولى انجازات شهداء القنيطرة أنه من يوم الأحد حتى الأربعاء اسرائيل واقفة على رجل ونصف تنتظر ماذا سيفعل حزب الله وهذا ببركة وعزم المجاهدين وبيئة هؤلاء المجاهدين“.

ولفت السيد نصرالله الى انه “كان الحديث عن أن ايران ستتصل لمنع الرد أو أن القيادة السورية ستتصل”، وتابع “أنا أقول لكم أن لا أحد من كل الاصدقاء يرضى لنا المذلة أو أن تسقط دماؤنا ونحن نتفرج على ذلك”، وأكد ان “لا شيء في لبنان له علاقة بالملف النووي الايراني لا رئاسة الجمهورية ولا رد المقاومة”، وتابع “وقفة الاسرائيلي على الحائط كانت كافية أن تقول للاسرائيلين أن ليس لديكم القدرة على قتل الناس وأن تذهبوا لتناموا كأنكم قتلتم برغش“.

واشار السيد نصرالله الى ان “الاسرائيلي وضع كل الاحتمالات وتحدث عن كل ذلك من الحد الأدنى الى كل شيء لأنه يعرف أن المقاومة قادرة وجاهزة”، وشدد على ان “المقاومة منذ الساعات الأولى لعملية الإغتيال في القنيطرة كان لدينا وضوح في قرار الرد”، واضاف ان “كنا نعلم ان الأمر يستحق التضحية ولو ذهبت الأمور إلى النهايات وحددنا منطقة العمليات وزمانها”، واكد “ذهبنا الى العملية ونحن جاهزون لأسوأ الاحتمالات وهذا ما فهمه الاسرائيلي منذ ما قبل يوم الأربعاء أن من يطلق النار في هذه اللحظة مستعد ليذهب الى ما هو أبعد من المتوقع فجهزنا لأسوأ الاحتمالات وكنا مستعدين لكل الأمور“.

وعن عملية المقاومة في شبعا، قال السيد نصر الله إن “من خصوصيات عملية مزارع شبعا المحتلة أنها حصلت في ذروة الإستنفار الإسرائيلي”، ولفت الى ان “المقاومة ردت في وضح النهار وفي ذروة الاستنفار وعجز الإسرائيلي عن معرفة كل مجريات العملية”، واضاف ان “المقاومة في وضح النهار قامت بهذه العملية في مزارع شبعا وعجز الاسرائيلي عن أن يفهم أو يعرف ماذا جرى من أول العملية حتى اخرها وهذه رسالة للعدو وشعبه وللصديق“.

ولفت السيد نصر الله الى ان “ردنا في شبعا على الاغتيال في القنيطرة كان موازيا بالظروف”، واوضح ان “المقاومة التي قيل عن عمليتها ومن العدو نفسه انها عملية ذكية وبارعة ومهنية ومحترفة”، واضاف “رجالنا الذين لا يهابون الموت جاؤوهم من الأمام وليس من الخلف”، وتابع “قتلنا في وضح النهار وقتلناهم في وضح النهار سيارتين مقابلهما سيارتين وحبة مسك قتلى وجرحى مقابلهم شهداء صواريخ مقابلهم صواريخ”، وتوجه “بالشكر والتحية الى مجهادي المقاومة وقيادتهم ويجب أن أخص بالشكر والتقدير منفذي العملية في قلب العدو وأقبل أيديهم الطاهرة وجباههم الشامخة“.

وقال السيد نصرالله “هناك فارقين بيننا وبين الاسرائيلي الأول أنهم جبناء وليسوا رجالا ولأنهم لا يقاتلون إلا في قرى محصنة هم غدرونا أما رجال المقاومة لانهم رجال جاؤوهم من الأمام”، واضاف “الفارق الثاني هو أن الاسرائيلي لم يجرؤ على تبني عمليته أما المقاومة تبنت في بيان رقم واحد مباشرة العملية بعد حصولها”، وتابع “النتيجة حتى الآن هم لا يحصدوا إلا الخيبة والندامة ولن نحصد إلا النصر“.

وفيما أوضح السيد نصرالله ان “إسرائيل لا تعترف بالقرار 1701 الذي يقدسه البعض”، اشار الى ان “إسرائيل تستبيح المحرمات وتتنكر لأبسط حقوق الإنسان وتستغل الحرب السورية وتسعّرها”، وتابع ان “اسرائيل بالاضافة الى أنها لا تزال تحتل الجولان تستغل الحرب القائمة أبشع استغلال وتقدم الدعم الواضح للجماعات التكفيرية بهدف تدمير سوريا وتدمير جيشها وفي وضح النهار تقصف وتعتدي”، وشدد على ان “منطقتنا منذ عقود بالحد الادنى من 1948 تعاني من وجود سرطاني اسمه اسرائيل غدة سرطانية ودولة ارهابية وجرثومة فساد“.

ورأى السيد نصر الله ان “الإسرائيلي هو في وضع الآن يشعر فيه بأنه قادر على تهديد الجميع ساعة يشاء”، واعتبر ان “إسرائيل تستفيد من الإنقسامات العربية والإسلامية وغياب كامل للدول العربية وحتى لما يسمى الجامعة العربية”، وأسف انه “عندما يكون الاقتتال داخل الدول العربية المال والسلاح والاعلام العربي يحضر وتجربة الحرب الظالمة على غزة في العام الماضي شاهدة على هذا الأمر”، وتابع “هناك غياب كامل لقرار عربي مستقل حين تكون المعركة مع إسرائيل“.

وفيما يتعلق بشهداء القنيطرة الابرار وعائلاتهم، قال السيد نصر الله “لشهداء القنيطرة جميعا هنيئا لكم وطوبى لكم وحسن مآب ونحن نغبطكم على ما وصلتم اليه وحصلتم عليه ونرجو الله ان يمن علينا بهذا الشرف الذي من الله به عليكم”، واضاف “انتم ايها الشهداء فقد ارتحتم من هم الدنيا وغمها وانتقلتم الى حياة الآخرة حيث الراحة الابدية”، ولفت الى ان “هذه الثلة من الشهداء تعبر عن انتماء عائلات بأكملها الى مدرسة الجهاد والشهادة وتنتمي لخط ومدرسة الامام الحسين(ع)”.

واوضح السيد نصر الله إن “هذه الثلة من الشهداء في القنيطرة تؤكد ان مجاهدي حزب الله ما زالوا وسيبقون مع بقية المقاومين في مقدمة الجبهات والخطوط الامامية وفي طليعة الشهداء وان الدنيا وما فيها لا تحول بينهم وبين ما يعشقون”، وتابع “هذه الثلة من الشهداء في القنيطرة تعبر عن شهداء المقاومة حيث القادة في الميدان الى جانب المجاهدين“.

وقال السيد نصر الله “أتوجه الى سادتنا عوائل الشهداء بالتعازي لفقد الاحبة وبالتبريك لنيل هؤلاء الاحبة وسام الشهادة والدرجات العالية عند الله وارتقاء الاحبة من مستوى الحياة الزائفة الى مستوى الحياة الحقيقية الخالدة”، واضاف “أسال الله ان يتقبل منكم هذه القرابين وان يمن عليكم بالصبر والسلوان وان يحفظ لكم ما اعطاكم من عز وشرف في الدنيا والآخرة”، وشكر “كل من شارك العزاء والتبريك سواء بالحضور المباشر او بالرسائل والبرقيات من كافة انحاء العالمين العربي والاسلامي“.

وحيا السيد نصر الله “كل الذي احتفلوا قبل يومين بعملية المقاومة النوعية في مزارع شبعا”، وتابع “يجب ان اخص بالشكر المقاومين الذي كانوا بمستوى المسؤولية منذ اللحظة الاولى للاغتيال الجريمة في القنيطرة واستعدادهم لكل التضحيات على مدى الساعات الماضية وحتى اليوم”، واضاف “يجب ان اتوجه الى جمهور المقاوة والشعب اللبناني العزيز الذي وقفوا الى جانب المقاومة منذ اللحظة الاولى للجريمة الاغتيال في القنيطرة وكانوا يؤيدون كافة الخيارات التي تاخذها المقاومة فكان هذا الشعب وهذا الجمهور كما دائما على العهد بهم بأنهم أشرف الناس واكرم الناس وأطهر الناس“.

من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “من واجبنا ان نقف بإجلال وإكبار أمام شهداء الجيش اللبناني الذين استشهدوا في رأس بعلبك حيث كانوا يدافعون عن لبنان بوجه العدو التكفيري الذي يكمل ما يقوم به العدو الصهيوني من ضمن مشروع واحد”، وتوجه الى “قيادة الجيش وعوائل الشهداء بالعزاء والتبريك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى