تقارير ووثائق

لبنان ينتظر على قارعة الطريق تبلور سياسة بايدن الخارجية. بقلم الدكتور غسان غوشة

 

الوضع اللبناني يتدهور يوما بعد يوم

على كل الاصعدة مما ينبىء

 

باضطرابات اجتماعية اوسياسية او امنية.

البعض يعتقد ان الوضع اصبح مقفلا

ولا توجد بوادر حل او حلحلة .

حتى ان البعض يعتقد ان لا احد له مصلحة بتأليف الحكومة، اذ ان القرارات الغير شعبية التي ستكون مضطرة لاخذها ،ستكون كفيلة بتدمير سمعة اي رئيس حكومة.

فمن يستطيع ان يتحمل نتائج رفع الدعم التي هي شرط للمساعدات الخارجية وخاصة من المصرف الدولي.

لماذا لا يوجد حل او حلحلة في المدى المنظور؟

لان الكل ينتظر امرين :

الامر الاول هو ما قد يقدم عليه ترامب المهزوم من قرارات خارجية

تحمل تطورات عسكرية او امنية خطرة.

الامر الثاني:

هو ظهور معالم السياسة الخارجية الجديدة لبايدن.

طبعا يجب التنبه ان هذه المعالم قد تستغرق اشهرا لتظهر بشكل واضح

اي لن تتوضح الامور مبدئيا قبل مطلع الصيف القادم.

ما ظهر حتى الان من معالم هذه السياسة هو استمرار العداء مع الصين

والذي سيمتد ليشمل اشتباك امريكي مع التمدد الصيني في ما يعرف العالم الثالث” الشرق الاوسط، افريقيا امريكا الجنوبية .

اما في شرق اسيا حيث يوجد خليط من عالم اول وثاني وثالث فقد تقدمت الصين اشواطا خاصة بعد القمة الاخيرة لهذه البلدان.

ما ظهر ثانيا هو ارتفاع حدة المواجهة مع روسيا سواء من الناحية السياسية او الامنية او الاقتصادية.

فامريكا تريد تعطيل خط الغاز القادم الى المانيا وهي تستمر بفرض مزيد من العقوبات على الشركات المساهمة بمد الخط..

وكذلك ما حصل مؤخرا من تدخل امريكي في مولدافيا، ردا على النصر الروسي في ناغورني قرا بخ.

اوروبيا، اعلن بايدن عن رغبته بعودة العلاقات مع اوروبا الى عهدها الحميم السابق. وهذا ما جعل ماكرون يتأمل بأن يأخذ من بايدن لبنان كجائزة ترضية مقابل اعادة التحالف مع امريكا الى سابق عهده.

فهل يصدق بايدن مع ماكرون ، ام كما جرت العادة فان امريكا تساير فرنسا

وبالاخير تتنصل من تعهداتها معهاوتشرح لها انها لم تحسن ادارة ملفاتها.

اما مع تركيا فمن المتوقع ان يكون بايدن متشددا مع اردوغان ولكن لا نعرف الى اي درجة.

تبقى العلاقة مع ايران وموضوع الاتفاق النووي.

هناك رأي ،

قد يمثل اغلبية المراقبين والذي يعول على ان الاتفاق سيحصل مهما طال الزمن .

وهناك رأي اخر يقول ان لا عودة الى الاتفاق النووي لان الشروط الامريكية والاوربية الجديدة التي ادخلت موضوع الصواريخ الباليستية في النقاش ستعطل التوصل لاي اتفاق مع ايران.

على كل اذا افترضنا التوصل الى اتفاق فهذا سيأخذ وقتا طويلا قد لا يقل عن السنة ونصف او سنتين.

لذا فان العالم سيعيش تصعيدا في العلاقات الدولية خاصة ان بايدن صرح ان امريكا عادت لتقود العالم

وهذا يتناقض مع مقولة امريكا اولا.

فاذا تمسك بايدن بسياسة قيادة العالم فهذا يعني اننا سنشهد وضعا عالميا مأزوما، اما اذا عاد الى سياسة امريكا اولا فهذا يعني انه سيسعى الى الالتفاف الى معالجة الاوضاع الداخلية.

في امريكا صراع حول هذين التوجهين

 

خلاصة؛

لبنان ينتظر ان تتضح العلاقات الدولية والاقليمية لكي تتبلور الحلول الممكنة له.

هذا الامر قد يطول لاكثر من سنتين.

اي ان لا حلول قبل سنتين.

وفِي الانتظار علينا ان نتحمل الكثير

خاصة ان لا احد يملك مشروعا وطنيا

واضحا للانقاذ…. حتى الان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى