بقلم غالب قنديل

سورية تقاوم الخطط الاستعمارية

غالب قنديل

ما كشفته قناة الميادين عن ما وصف بورقة واشنطن وشركائها حول سورية جاء بتأكيد المؤكد عن طبيعة الخطط الاستعمارية في سورية وهوية الحكومات المشاركة تكفي للبيان وتقضي إضافة اسم الشريك الفعلي المكتوم وهو الكيان الصهيوني الذي كان وما يزال المحرك الرئيسي لمشاريع تدمير القوة السورية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا والدافع الأبرز لجميع محاولات الغرب وعملائه في المنطقة لعرقلة مسار النهوض السوري وإسرائيل تعرف قبل غيرها معنى نهوض سورية لأنها خبرت خلال العقود الماضية فاعلية الدور السوري في استنزافها ومنعها من الهيمنة على المنطقة ولذلك ومنذ الهروب الإسرائيلي الكبير من لبنان تقضي التوجيهات الصهيونية بإشغال سورية بنفسها واستنزاف قدرتها بأي ثمن.

لقد تكفلت سورية وحيدة من خلال حجب توقيعها بمنع تحويل صفقات الاستسلام المنفرد التي أبرمها الصهاينة منذ كمب ديفيد بفضل المبادرات الأميركية الغربية والتواطؤ الرجعي العربي إلى غطاء لتكريس هيمنة إسرائيل وتتويجها كقوة مسيطرة في المنطقة والدعم السوري لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين هو الذي اتاح استنزاف القوة الصهيونية وإلحاق الهزيمة بها وقد اتاح بعد نظر القيادة السورية قيام الحلف السوري الإيراني الذي تحول إلى محور مناهض للكيان الصهيوني وللهيمنة الغربية بفضل الثبات السوري المبدئي والصمود السوري.

ورقة واشنطن تجمع ثلاثي الاستعمار الذي قاد العدوان على سورية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهو الحلف الاستعماري الداعم لإسرائيل منذ اغتصاب فلسطين وهو الواقف خلف خطة يجري تفعيلها مؤخرا لتصفية حق العودة والقضاء على قضية فلسطين انطلاقا من تثبيت تهويد القدس وعبر العمل لتدجين القيادة الفلسطينية بإشراف سعودي والسعي لتفعيل الخطط الاستعمارية الصهيونية بالشراكة مع حكومتين تابعتين وشريكتين في جميع فصول التآمر الاستعماري على سورية العربية المقاومة وعلى فلسطين وعلى محور المقاومة ينطلق بالإعلان عن مؤامرة تستهدف استقلال سورية كشفتها ورقة “اللاورقة ” التي هي إعلان نوايا صهيوني فاضح شاركت في تظهيره الرياض وعمان.

التوقيت ليس محصورا بمحاولة إفشال مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري الذي دعت إليه روسيا وتشارك فيه الدولة الوطنية السورية واطراف المعارضة السورية على نطاق اوسع من كل ما سبق من لقاءات الحوار بل هو مرتبط بتحرك المخطط الأميركي الصهيوني لتصفية حق العودة وإنهاء قضية فلسطين تحت عباءة ما يسمى بصفقة القرن وانتقال الرجعية السعودية إلى مرحلة التحالف المعلن مع العدو الصهيوني بعد عهود طويلة من العلاقات السرية السياسية والاقتصادية والتعاون الأمني المباشر ضد حركات المقاومة وضد سورية بشكل خاص.

حرب الاستقلال السورية التي يقودها الرئيس بشار الأسد ويتعامل ببراعة وحكمة وحزم مع فصولها الأشد تعقيدا هي حرب وطنية تحريرية تستهدف منع الهيمنة الاستعمارية الصهيونية وطرد الاحتلال الأجنبي وحيث يمثل التناقض مع الاستعمار الغربي والرجعية العربية العميلة والكيان الصهيوني جوهر التناقض الرئيسي الذي تحركت السياسة السورية تاريخيا في مواجهته وتعاملت مع تحدياته.

الجيش العربي السوري هو المعبر في ديناميكة عملياته عن الإرادة الوطنية والشعبية السورية وهو لا يلتفت إلى جميع محاولات الإلهاء والإشغال والاستدراج الجانبية لانه يتحرك وفقا لخطة وطنية شاملة بجدول اولويات واضحة ولن يترك رقعة من التراب الوطني تحت سيطرة عصابات الإرهاب والعمالة وهو لن يتهاون مع أي وجود اجنبي على أرض سورية ولكل تدبير أوان .

الأولويات هي حيث تتحرك وحدات الجيش العربي السوري وتحرر مناطق جديدة من سيطرة عصابات الإرهاب والعمالة وليست حيث تسلط أضواء الاهتمام الإعلامي الغربي والرجعي باخبار ومعلومات ملفقة تبغي الإثارة والتشويش على عمليات الجيش الذي يدافع بالدماء عن استقلال سورية ووحدة شعبها وترابها.

الأميركي الوقح يواصل عدوانه لكنه مردوع في الميدان ومطوق بتناقضات شركائه وحلفائه وسيشتد الطوق عليه بمزيد من العزم السوري على تحقيق اوسع تفاهمات وطنية حول إرادة الاستقلال والخلاص الوطني التي تجسدها الدولة الوطنية السورية بالتعاون مع حلفاء سورية وشركائها الصادقين الذي اختبرتهم في سنوات المحنة الأشد صعوبة.

التهويل الكلامي لا يفت عضد القيادة السورية ولا يخيفها او يثنيها فالظروف الأصعب والأشد قسوة باتت خلفنا واكثر من ثلاثة أرباع الأرض السورية هي اليوم تحت سيطرة الجيش العربي السوري عادت إليها مؤسسات الدولة الوطنية بكامل جهوزيتها وهي تواصل العمل دون ضجيج على إعادة الحياة الطبيعية وإحياء دورة الإنتاج والتعليم والعمل ومداواة جروح الحرب ومحو آثارها بالتدريج وسورية التي تنهض غير آبهة بكل الضجيج الاستعماري الصهيوني ولا تعطي بالا لفحيح الأفاعي الرجعية العربية المجلجلة التي يحركها الاستعمار فسورية تتقدم إلى اهدافها بثبات وبعد تحرير إدلب كلام آخر في الرقة وباب مفتوح باستمرار امام أي جهة سورية للترجع عن تورطها مع الاستعمار وعملائه ضد الوطن وثبات حازم في وجه الكيان الصهيوني فبوصلة سورية الفلسطينية كلفتها دما غاليا وهي ثابتة لا تتزحزح وهذا سر شراسة الاستهداف وتصعيده في هذه المرحلة بالذات كما درجت العادة طيلة مئة عام مضت واكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى