تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية 15/11/2014

 


المقدمة            

  شكلت زيارة الرئيس اوباما للدول الاسيوية فرصة موائمة لوضع تداعيات الهزيمة الانتخابية خلفه، مع ادراكه وقادة حزبه الديموقراطي ان الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ بلغت 53 وقد تصبح 54 عند الانتهاء من فرز نتائج الانتخابات في ولاية لويزيانا .

            شهدت سورية عملية اغتيال مشينة لخمسة من علمائها العاملين في حقل الطاقة النووية، حسب وصف وكالات الاعلام، مما يعيد تسليط الاضواء على “الدور الاسرائيلي” في حرمان الوطن العربي الاستفادة من كفاءاته العلمية للنهوض بالمجتمع. سيتناول قسم التحليل هذا الأمر سوية مع برامج الاغتيالات الاميركية ايضا للكفاءات العلمية الاجنبية التي لم تستطع استقطابها والهجرة اليها بالرغم من سبل الترغيب والتسهيلات الجمة المقدمة.                     

ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث

السياسة الاميركية في المنطقة

           

اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ما تواجهه الولايات المتحدة من “تخبط في سياستها الشرق اوسطية دلالة على عدم التوافق بين القيم السامية والمتطلبات العملية .. اذ انها لم تحافظ على مثاليتها فحسب بل ابقت على سذاجتها” في التعامل مع المتغيرات اليومية المتسارعة. واشار الى حالة الاحباط الواسعة بين اطراف “دول الخليج العربي” الذين حذروا واشنطن من خطر تنظيم الاخوان المسلمين بينما “اصرت واشنطن على غض الطرف عن تهديده” للمصالح المشتركة.

واضاف ان انصار التوجه البراغماتي يدركون “الفوضى الناجمة عن التغيير السياسي المفاجيء بل يمكن التنبؤ به وبابعاده، اما حرص الولايات المتحدة على تبني تلك التغييرات فانه يدل على افتقارها للوعي التاريخي او التفكير الاستراتيجي.”

           

اعرب معهد واشنطن عن اعتقاده بأن التطورات الداخلية والخارجية “ستترك تداعياتها على السياسة الاميركية حيال اسرائيل،” سيما وان العلاقة المشتركة القائمة بينهما يسودها التوتر راهنا. وتطرق لتحديد عدد من عوامل المتغيرات خاصة “الاتفاق النووي المرتقب مع ايران، وتركيبة الكونغرس باغلبية للجمهوريين، اعمال العنف في القدس، وانتخابات حزب الليكود التي ستجري يوم 6 كانون الثاني المقبل ومن شأنها حفز رئيس الوزراء نتنياهو الى الاصطفاف جانب اليمين.”

سورية

            اعرب معهد الدراسات الحربية عن امتعاضه من “مكاسب جبهة النصرة الاخيرة” في سورية مما شكل “انتكاسة للاهداف الاميركية بتسليح المعارضة السورية المعتدلة.” واوضح ان محصلة تلك المكاسب قدرتها على “تحييد القوات المؤيدة للجيش السوري الحر في محافظة ادلب،” التي يتزعمها جمال معروف. واضاف ان مجموعة جمال معروف وحركة حزم اللتين تلقتا هزيمة في المواجهة “يبدو انهما يلقيان دعما اميركيا سريا بتوفير الصواريخ المضادة للدروع،” من طراز تاو.

            سلط مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الانظار على ما اسماه “المجموعات المسلحة غير التابعة لسلطة الدولة .. اذ ان حزب الله ناضل لتحقيق اهداف الاغلبية الشيعية المهمشة تاريخيا في لبنان.” واضاف ان حركة حماس شكلت “بديلا اسلاميا لغرور وفساد منظمة التحرير الفلسطينية .. كما شهدت الحرب على القاعدة والدولة الاسلامية على الامدادات الثابتة لها بالعنصر البشري المستعد للتضحية بحياته نصرة لعقيدة واهداف” المجموعتين المذكورتين. وحث صناع القرار على الابتعاد عن تسطيح الفهم للدولة الاسلامية والنظر اليها بأنها “كيان سياسي واجتماعي طوباوي يحظى بدعم وتأييد الشباب الساخطين، والحامي الأمين لمصالح الملايين من العرب السنة في سورية والعراق ..”

الصراع الطائفي

            لفت معهد كارنيغي النظر الى جملة الازمات التي يواجهها العراق “فضلا عن المسألة الطائفية.” واوضح ان السياسة الراهنة بتحديد “هويات ما دون الهوية الوطنية لم تسفر عن استفادة مجموعة بعينها. اذ ان معدلات الفقر وعدم المساواة طالت شرائح واسعة من العراقيين ..” واضاف ان محافظات “المثنى وبابل وصلاح الدين .. تعاني من الفقر المدقع” والشعور العام بين اوساط الشعب العراقي بتدهور مستوى معيشته، وسجّل عام 2011 “اسوأ انخفاض في مستوى المعيشة عن السنوات السابقة.”

ايران

            تناول مركز السياسة الأمنية ما اسماه “استماتة الرئيس اوباما في التوصل الى صيغة اتفاق” مع ايران حول ملفها النووي. واوضح ان “قرار ادارة الرئيس اوباما بالسماح لايران تخصيب اليورانيوم جائر وفاقد الضمير .. وشكل مغامرة غير مسبوقة للأمن القومي الاميركي والدولي منذ البداية.” ومضى في اعتراضاته بالقول ان “مسؤولي الادارة دأبوا على تقديم التنازل تلو الآخر لطهران خلال المفاوضات النووية العام الماضي، مما مهد الارضية لانجاز اتفاق نهائي من شأنه ان يثبت عطب الديبلوماسية” الاميركية.

            نبه معهد كارنيغي الفريق الاميركي المفاوض الى انه تنبغي الخشية من جهود ايران “ليس في ما بعد حصولها على سلاح نووي، بل تسلله للخارج.” واوضح ان تركيز المفاوضات على “تخفيض عدد اجهزة الطرد المركزي في نطانز هو هدف جدير بالاهتمام، بيد انه يصبح اقل أهمية امام قبول ايران لاجراءات تفتيش اقتحامية الطابع بغية الكشف عن اي منشآت سرية والتي بامكانها صنع السلاح (النووي) في المستقبل.” واضاف انه ينبغي تشديد نظام التفتيش بما يتضم “موافقة ايران على توفير سماح مفتوح لوكالة الطاقة الدولية واستخراج عينيات بيئية من اي مكان عمومي تستطيع الوصول اليه في البلاد.” واردف انه بوسع ايران ايضا “السماح للوكالة الدولية مراقبة المواد غير النووية والتي تستخدم في انتاج المواد الخام لعملية التخصيب للتيقن من عدم توريد اجهزة الطرد المركزية بشكل سري.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى